news-details

"الوعود الإلهية" للصهيونية

قال المستشار السياسي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ونائب رئيس ما يسمى "المجلس القومي للسياسة الخارجية"، روبين عازار هذا الاسبوع للمشاركين في مؤتمر الصحف المسيحية، الصهيونية، الذي عقد في القدس المحتلة، إن المستوطنات في الضفة هي تجسيد "لوعد الهي"، ودعا لمحاربة من يصرّح بعدم قانونية الاحتلال. 

وهذه ليست المرّة الأولى يعلن فيها الصهاينة وحركتهم، أن سلب ونهب وذبح شعب بأكمله، هو وعد "الهي"، فمبادرة ضم الضفة، في كتلتي الليكود و"كحول لفان"، قد "تتبيّن" لاحقا، هي أيضا تجسيد لـ "وعد الهي" لمجرمي حرب.

منذ أن ظهرت الصهيونية كحركة، قائمة على مخططات استعمارية، وإبادة شعب، ركبت على موجة الدين اليهودي، وعلى بدعة "شعب الله المختار". فهذه العبارة الاستعلائية، التي تتبعها فتاوى وتفسيرات مزعومة لما ورد في التوراة، تتيح قتل شعب، وقتل أطفال وأمهات، من أجل أن يحيا "الشعب المختار".

وعلى هذا الأساس نرى طائفة ضخمة في العالم من جمهور المتدينين المتزمتين "الحريديم"، تكفّر الصهيونية، وتؤكد أن لا علاقة لها بالدين، وأنه بحسب الرواية التوراتية، فإن "مملكة إسرائيل" تقام حينما يأتي المسيح الى العالم لأول مرّة.

لسنا بصدد إضفاء طابع ديني على الصراع الفلسطيني الصهيوني، فالحركة الصهيونية هي حركة استعمارية، نشأت وتم دعمها من الغرب الامبريالي، ولم يكن امام الصهيوني، لتفسر وجودها أمام أبناء الديانة اليهودية من شعوب العالم المختلفة، سوى الركوب على موجة الدين، وتأويل ما ورد فيه، لتبرير هذا المخطط الاستعماري.

وقد وردت هذه التصريحات من موظف رسمي يعمل في مكتب نتنياهو، الذي يعج بالأسماء من التيار الديني الصهيوني المتزمت دينيا، وهم كلهم من اليمين الاستيطاني. وتظهر هذه التصريحات في وقت يتمدد فيه التطرف الديني في أروقة الحكم الإسرائيلي، ويفرض أمرته على الكثير من مناحي الحياة. ويقف حصنا منيعا ضد أي محاولات للتخفيف من قوانين وأنظمة الإكراه الديني، الذي يرهق كاهل الجمهور، بارتفاع كلفة المعيشة، وتقييد حركته.

هذه التصريحات تتزامن أيضا، مع التأكيد على التوافق التام بين كتلتي "الليكود" و"كحول لفان" برئاسة بيني غانتس، على مخططات استيطانية في الضفة ستقضي على أي احتمال لقيام دولة فلسطينية على حدود 1967. فقد تبين يوم امس، أن نائبين من كحول لفان، وعدا رئيس حزب "البيت اليهودي" المتطرف رافي بيرتس، بأن حكومة برئاسة غانتس، ستضم الى ما تسمى "السيادة الإسرائيلية" منطقة غور الأردن، وشمال البحر الميت، وهي منطقة تعادل 30% من مساحة الضفة المحتلة، وهذا الى جانب ضم كل الكتل الاستيطانية في الضفة، وفق برنامج كحول لفان.

أخبار ذات صلة