news-details

كلمة "الاتحاد" | انقلاب يجعل المعركة أكثر تعقيدا

تشير الاتفاقيات الائتلافية المبرمة لتشكيل حكومة بنيامين نتنياهو القريبة، إلى أن وجهة هذه الحكومة هي الانقلاب على ما تبقى من مؤسساتية في الحكم الإسرائيلي. وحينما نقول "مؤسساتية" فهذا ليس بقصد أن المؤسساتية الإسرائيلية القائمة هي جانب إيجابي، فكل المؤسسات الحاكمة عملت في اتجاه واحد، يخدم الهدف الصهيوني الأعلى؛ لكن ما نراه اليوم، هو نسف لما تبقى من مؤسساتية، لغرض خوض معركة منفلتة في جميع الاتجاهات، وهي بالنسبة لنا كشعب فلسطيني تصبح أكثر تعقيدا، ولا يبدو أننا أمام الذروة الأخيرة.
فهذا الأسبوع، سيسن الكنيست مشروعي قانون، الأول وهو الأخطر من ناحيتنا، توسيع صلاحيات الوزير الذي سيكون مسؤولا عن جهاز الشرطة، ومعه جهاز ما يسمى "حرس الحدود"، بحيث تنتقل فيه الإدارة الفعلية ليد الوزير. وفي هذه الحالة، المستوطن الشرس إيتمار بن غفير، الذي يريد أن يكون مقررا بكل كبيرة وصغيرة، بدءا من التعيينات في غالبية المستويات، وحتى البت في مسألة توجيه لوائح اتهام، ومضامينها.
هذا لا يعني أبدا أن ما هو قائم في جهازي الشرطة و"حرس الحدود" سليم. لكن الآن يأتي بن غفير ليزيد من حدته، ويجعل الجهازين تحت سطوة وأوامر عصابات المستوطنين المنفلتة بجرائمها، والتي بالنسبة لها بن غفير هو أحد أكبر عناوينها السياسية في الحكومة.
القانون الثاني هو الذي يجيز لمحكوم بالفساد الإداري والمالي، مثل آرييه درعي، بأن يتولى حقيبة وزارية، وهذا سيكون مؤشرا لتعميق الفساد أكثر في جهاز الحكم الإسرائيلي.
لكن هذا تمهيد لتشكيل الحكومة، التي بعد حصولها على الثقة، ستشرع في ضرب ما تبقى من مجال للمناورة في المحكمة العليا، من خلال تعديل القانون، ليسحب من الناحية الفعلية، صلاحية المحكمة بنقض قوانين وقرارات حكومية. 
وهذا أيضا تمهيد أشد لما سيأتي من سياسات على الأرض، تتعلق بما تبقى من الضفة الغربية والقدس المحتلة، واستهداف أشدّ للمسجد الأقصى المبارك، وبموازاة هذا، هجمة أشد شراسة على ما تبقى من حريات للتعبير والعمل السياسي، وحتى التمثيل البرلماني. والحال سيكون أشد على جماهيرنا العربية، لكنه يهدد أيضا أوساطا عديدة في المجتمع اليهودي.
في واقع الحال سنكون أمام عصابة استيطانية شرسة، سياساتها "نموذج يحتذى" لأنظمة دكتاتورية وارهابية عرفها العالم في القرن العشرين، أو حتى أنظمة لاحقة في العالم. 
من هنا، فعلى جماهيرنا العربية أن ترفع من جاهزيتها الكفاحية الوطنية لمواجهة التحديات، وأن تكون جاهزة للشراكة في الكفاح ضد هذه الحكومة. لكن من يريد شراكة العرب في المعركة، من الشارع الإسرائيلي، عليه أن يضع قضايا الجماهير العربية، وقضية الشعب الفلسطيني في الواجهة، في آن واحد، وإلا فكل شراكة كهذه ستكون مزيّفة، تحت نهج "اخدمني وأنا سيدك"، التي يتميز بها ما يسمى بهتانا "اليسار الصهيوني".

أخبار ذات صلة