news-details

كلمة الاتحاد| تحية إجلال للطلبة المقدسيين المناضلين

جاء رد مئة ألف طالبة وطالب في القدس الشرقية المحتلة، أمس، ومعهم أهاليهم وكل أهل العاصمة الفلسطينية، على محاولة فرض منهاج مشوّه عليهم – ليشكل جوابًا حاسمًا قاطعًا مجلجلًا، يجدد العهد على الرفض الفاعل والمقاوم لكل محاولات ترهيب إرادة المقدسيين وجعلهم يذعنون لواقع الاحتلال المجرم.

فقد التزم الطلبة المقدسيون الفلسطينيون بوعي وشجاعة وإصرار بالإضراب الذي دعت إليه الفعاليات السياسية الوطنية في عاصمة فلسطين العتيدة، كخطوة تحذيرية أولى، بعدما بدأت حكومة الاحتلال في اتخاذ إجراءات عقابية ضد المدارس، من أجل إجبارها على حذف مواد فلسطينية في المناهج، وإدخال أخرى إسرائيلية.

فالمؤسسة الإسرائيلية التي سنت قانونًا يقضي بما تسميه "ضم القدس"، وتطلق مشاريع تهويد استيطانية تتفشى حول المدينة المحتلة وفي قلبها، وتترك أوباش وزعران المنظمات الاستيطانية الفاشية يقتحمون المسجد الأقصى يوميًا تحت حراسة بنادق الاحتلال، تدرك جيدًا أن كل هذا البطش لم يحقق هدفها.. فالمقدسيون كسائر أبناء شعبهم، بل في مقدمتهم من قلب مدينتهم ومعاناتهم وصمودهم، يرون في القدس المحتلة فلسطينية، فلسطينية، فلسطينية!

هذا الإضراب الطلابي الشامل المدوّي في مقولته السياسية، يحمل معاني عميقة يجب على كثيرين ومختلفين استخلاصها. أولهم مؤسسة الاحتلال التي تقودها حكومات إسرائيل كلها، بيمينها ووسطها ويسارها الصهيوني، التي يجب أن تدرك جيدًا بأن كل القمع لا ولن يكسر هامة وقامة وإرادة المقدسيين وسائر الفلسطينيين المتمسكين بهدف التحرر من الاحتلال مهما صار.

ثانيًا، أنظمة الذل والتبعية في عدد من الدول العربية، التي يجب أن تخجل وتتعلم. لسنا متأكدين من أن الذي يقيم جسور تطبيع مع حكومات إسرائيل على وجع ومعاناة وقمع الشعب الفلسطيني يمكنه أن يخجل.. لكن يجب تذكير تلك الأنظمة بأن ضمير كل الشعوب العربية حيّ متّقد مع القدس وأهل القدس وكل الشعب الفلسطيني، ولذلك قد تنهار جسور التطبيع هذه دون سابق إنذار على رؤوسها - رؤوس هذه الأنظمة!

ثالثًا، إن كل من قرر اعتزال النضال والتمسك بسراب الاستجداء أملا في نيل فتات حقوق، يجب أن ينظر إلى القدس ويخجل. وليس فقط في هذا الإضراب الطلابي البديع، بل في كل يوم تتعرض فيه المدينة وأهلها ومقدساتها وأولها المسجد الأقصى لاعتداءات الاحتلال ممثلاً بالفاشيين الذين يفلتهم ويحرسهم. ونذكر خصوصا القائمة الموحدة التي تتباهى بدخول ائتلاف حكومي هو المسؤول الكامل عن كل هذا البطش والظلم.

أخبار ذات صلة