إسرائيل قتلت وتسببت في إعاقة عشرات آلاف الأطفال في قطاع غزة. هذا ما أكدته نافي بيلاي رئيسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بل أنه من المحتمل أيضًا أن يكون آلاف الأطفال تحت الأنقاض جراء الغارات التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، أضافت المسؤولة الأممية الرسمية.
كذلك، ففي قطاع غزة اليوم، في الألفية الثالثة، في القرن الحادي والعشرين، هناك 3500 طفل يهددهم الموت جراء سوء التغذية. المصادر الرسمية تقول إن الأوضاع "تتجه للمجاعة بشكل متسارع، والاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية يقودان مؤامرة لمنع وصول المساعدات والبضائع إلى شعبنا، ونطالب بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف هذه الجريمة".
2.4 مليون إنسان مدني في قطاع غزة تحت خطر المجاعة. ليس بفعل الطبيعة ولا كوارثها، بل بفعل سياسة التجويع. وعلى مرأى ومسمع جميع أصحاب الضمائر، الحيّة منها والميتة..
هذا قسم من المعطيات التي تثير القشعريرة والحزن على المغدورين الممزقة اجسادهم الغضة بأحدث وسائل الفتك، ومن يُقتلون ببطء مرعب بسياسة القتل بالتجويع؛ والتي تشعل الغضب والاشمئزاز من الحكام والحكومات والأنظمة وسائر المسؤولين في كل العالم عن كل هذا القتل الهمجي، سواء بالقرار او التنفيذ او الدعم او التواطؤ او الصمت.. وما أكثرهم وما أحقرهم.
مخطئ وأحمق ومجرم من يظن أنه بهكذا سياسة سيحقق أمنًا وهدوءًا. لا أبدًا. كل هذا القتل الهمجي لن ينتج مكسبًا لأحد. القادم سيكون أقسى وأبشع ومخيفًا أكثر، للجميع، إذا ما تواصل النهج المتغطرس المتعجرف العنصري البشع. إن أمن وأمان الإسرائيلي مشروط بالكامل بتحقيق الأمن والأمان بتكافؤ تام للفلسطيني، وفي غزة أولا. الحرب لن تأتي سوى بالكوارث. الحل يأتي فقط لا غير بالسير في دروب السياسة وإحقاق الحقوق والعدل والسلم.