news-details

كلمة الاتحاد| جشع عسكري وسط كوارث اجتماعية-اقتصادية

يطالب جيش الاحتلال بزيادة هائلة في ميزانيته الضخمة أصلا، غير آبه بالأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تسبب بها تفشي وباء الكورونا. وهو دليل جديد، ينضم الى حشد من الأدلة، على ان العنجهية العسكرية، كثقافة وممارسة في المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، لا حدود لها وآخر ما يهمها هموم المواطنين حين يقف الأمر في حضرة الغطرسة والاستقواء.

فالجيش يطالب بزيادة قدرها 3 مليارات شيكل إلى ميزانية وزارة الحرب للعام 2021، وذلك بعد أن حصل على 2,5 مليار أخرى. وتقول مصادر مطلعة تحدثت للصحافة إنه لم يتم حتّى الآن توضيح سبب طلب هذه الزيادات، إضافة إلى زيادة 3 مليارات أخرى في العام 2020.  بل إنه بالإضافة إلى ميزانيات وصلت الى 5.5 مليار شيكل يطلبها الجيش، تمت الموافقة على ميزانية إضافية بقيمة 260 مليون شيكل لمقر مكافحة كورونا الذي تقوده الجبهة الداخلية في الجيش. وهذا إلى جانب الستة مليارات شيكل التي خصصتها الدولة للجيش للمساعدات المدنية - وهي خارج ميزانية الحرب.

ويصل جشع رأس الهرم العسكري درجات خطيرة إذ لمحت جهات رسمية الى ان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال قد أطلق مواقف غاية في المغالاة ضد إيران، كوسيلة ضغط على الحكومة لتلقي المطالب المالية! فقد قال الجنرال الأول إن "الجيش يجدد خطط العمليات المرسومة لمواجهة إيران وأن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 ستكون خطأ"، وهذا من دون أي تنسيق مع المستوى السياسي.. وقال مصدر رسمي: "لا أعرف ما هي الظروف التي أدت إلى هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات، لكن من الصعب عدم ربطها بموضوع الميزانية".

أما المفارقة القاتمة بل الخطيرة فهي أن هذا الجيش الذي لا يأبه بالكوارث الاقتصادية والاجتماعية ويتضاعف جشعه لسلخ المزيد من الميزانيات على حساب احتياجات المواطنين، يحظى بأعلى درجات الشعبية، حيث يحظى وفقا لـ"مؤشر الديمقراطية" بثقة تفوق الـ 80% بين الجمهور اليهودي في البلاد! متى تحلّ اليقظة المدنيّة في هذا المجتمع، لحقوقه هو نفسه؟!

أخبار ذات صلة