news-details

كلمة "الاتحاد"| جماهيرنا أمام الأبواب الموصودة للنزاهة القضائيّة

تتوصل هيئات حقوقية دوليّة أكثر فأكثر الى الاستنتاج بضرورة البدء في المجاهرة بما تعرفه عن التمييز المنهجي للمؤسسة الإسرائيلية ضد المواطنين العرب في الجانب القومي لحقوقهم، فيما يشكل ابتعادًا عن الحفاظ على صمت ميّز الخطاب الحقوقي الدولي، الذي ركّز على المناطق الفلسطينية المحتلة، ولم يتوقف عند الفلسطينيين كمجموع داخل إسرائيل، وإن تطرّق الى حقوقهم المدنية.

مثلا، أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" يوم الثلاثاء تقريرًا اتهمت فيه قوات الأمن الإسرائيلية باستخدام "القوة المفرطة لتفريق مظاهرات سلمية للفلسطينيين في اللد" في أيار 2021، مشيرة إلى أنه "في بعض الأحيان بدت الشرطة وكأنها تتصرف بفتور وبشكل غير متساوٍ تجاه العنف الذي يرتكبه القوميون اليهود المتطرفون ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. وبدا أن التصريحات العلنية لكبار المسؤولين الإسرائيليين تشجع ردود الفعل التمييزية من قبل السلطات والقضاء".

وأمام وضع سياسي واجتماعي يتم فيه أوتوماتيكيًا دمغ العربي بالعنف والشغب والإرهاب، ثم جعله فورًا عدوًا يجب صده وقمعه، وليس اعتباره مواطنا يمارس حقه في الاحتجاج على العدوان بحق شعبه، وحقه في التصدي بواسطة نفس الاحتجاج لاعتداءات بوليسية وفاشية عليه وعلى حيّز سكنه وعيشه؛ وفي إزاء قرار المؤسسة القضائى بالانصياع للأجواء القومجية العدوانية خلال كل مغامرة حربيّة إسرائيلية، والامتناع عن توفير إجراء قضائي نزيه للعربي، كجزء من حقوقه المدنية، والصمت المشين على الاعتقالات الجماعية المضافة للاعتداءات الجماعية على متظاهرين عرب - امام هذا كله يجب على المؤسسة الحاكمة الفهم والإدراك بأنها لو قررت المضيّ في هذا الغيّ الفاشي، فإن الجماهير العربية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الباب الموصود بصلافة وعنصرية، بل ستوسّع من دائرة المواجهة القضائية والسياسية نحو الهيئات الدولية. ليس هذا قرارًا مدفوعًا بالمناكفة ولا برغبة في كسر قواعد اللعبة، بل هو خيار اللاّمفر امام تعمّق وتفشي الظلم والتمييز والعنصرية في هذه الدولة.

وهو بالفعل ما توصي به المنظمة المذكورة أعلاه، إذ أكدت أنه يجب التحقيق في تصرفات الحكومة الإسرائيلية في اللد وتعاملها مع الفلسطينيين في جميع أنحاء إسرائيل والأراضي المحتلة، وعلى لجنة التحقيق الأممية "اغتنام الفرصة غير المسبوقة لمعالجة التمييز وغيره من الانتهاكات التي يواجهها الفلسطينيون في إسرائيل فقط بسبب هويتهم".

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة