news-details

كلمة الاتحاد| حكومة طوارئ الضم وتكريس الاحتلال

الاتفاق المبرم بين حزبي الليكود وكحول لفان، والقاضي بإقامة حكومة، على رأس جدول أعمالها ضم المستوطنات ومناطق شاسعة في الضفة المحتلة، دون أي وزن لاعتراض افتراضي من جانب بيني غانتس، يؤكد مرّة أخرى جوهر حقيقة غانتس وحزبه. وهذا ما ورد في برنامجهم الانتخابي للتحالف السابق لكحول لفان، الذي أقر قبل انتخابات نيسان العام الماضي 2019.

وتدل سلسلة التقارير، على أن جريمة ضم المستوطنات، إلى ما تسمى "السيادة الإسرائيلية"، لم تكن عقبة جدية امام تشكيل حكومة نتنياهو غانتس، فقد بدأت الأحاديث عن اعتراض كحول لفان عن اعتراض عام على الضم من دون اتفاق، ثم بدأ الحديث عن تأجيل الضم لبضعة أشهر، حتى ظهر أمس، أن مشروع الضم ستقره حكومة الاحتلال في غضون شهرين ونصف الشهر.

ورأينا أن غانتس لم يعد يصرّح كليا بشأن الضم، بعد أن اختار الارتماء كليا في حضن اليمين الاستيطاني المريح له، واهما بأنه سيكون بعد عام ونصف العام رئيس حكومة، وحتى لو بات الوهم حقيقة، ووصل غانتس الى الكرسي المنشود، فإنه في تركيبة حكومة كهذه، سيكون أقلية، وبتعبير أدق، ليس أكثر من دمية قماشية، تحرك خيطانها من فوق عصابات المستوطنين، التي عرف غانتس كيف يحميها ويدعمها حينما كان رئيسا لأركان جيش الاحتلال.

ولا مجال للمفاجأة هنا، فمن يدقق في برنامج تحالف "كحول لفان" الذي أقر في شهر آذار العام الماضي 2019، يرى أن الضم قائم في صلب البرنامج، ولكنه، حسب البرنامج، سيكون ضمن اتفاق إقليمي، ولا يرد فيه ذكر حل الدولتين. ما يعني أن لدى غانتس، وحتى شركاء الأمس، ليست لديهم معارضة مبدئية للضم، لا بل يؤدونه، والمسألة توقيت.

في مطلع الأسبوع، نشر الجنرال احتياط متان فلنائي مقالا، يدعو فيه غانتس إلى رفض الضم كليا، لأنهم سيء لمستقبل إسرائيل. وفلنائي ليس "مشبوها" باليسارية، ولا يتلفع بريش حمام السلام الأبيض، بل صورة بزته العسكرية تطغى على مشاهد حياته العسكرية، المليئة بالحروب وسفك دماء شعبنا الفلسطينية، وشعوب المنطقة، ولكنه يعرف تماما أن ما تريده عصابات المستوطنين، وتضغط لأجله لا يصب في صالح المشروع الصهيوني الأكبر.

صحيح أننا نمر في أزمة صحية خطيرة جدا تقوض الحركة العامة، وحكومة الاحتلال الإرهابي، برئيسيها نتنياهو وغانتس، تستغل هذه الظروف لتمرر قرارها. ولكن هذه شدّة لن تطول، وسيكون الوقت للتصدي لهذه العدوانية، بنضال ميداني عنيد، لجماهيرنا العربية، ومعها القوى التقدمية اليهودية، المناهضة للاحتلال، بشكل حقيقي.

وفي المقابل، فلم يعد بالإمكان اطلاقا استمرار الحالة الفلسطينية الداخلية، التي تعرقل مقاومة شعبية جماهيرية جبّارة، في وجه الاحتلال وجرائمه.

أخبار ذات صلة