news-details

كلمة الاتحاد | حكومة عصابات "تدفيع الثمن"

تؤكد اتفاقيات الائتلاف التي على أساسها تشكلت حكومة بنيامين نتنياهو السادسة، والتي تنطلق في عملها اليوم الجمعة، 30 كانون الأول 2022، أن سياسات هذه الحكومة ليست فقط أنها تسجل ذروة في كل مساوئ الحُكم الإسرائيلي الصهيوني، وإنما أيضا هي حكومة عصابات "تدفيع الثمن" الاستيطانية، في كل النواحي، وأولها ما ينتظر المناطق المحتلة منذ العام 1967، وجماهيرنا العربية، ثم يصل السُم الى الجمهور اليهودي، الذي انتخبت غالبيته هذه الحكومة، ليذوق بعضا مما طبخته حكوماته لشعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

لا نذكر حكومة، وحتى حكومات نتنياهو الخمس السابقة، أن سجلت في اتفاقياتها هذا الكم الضخم من التفاصيل الدقيقة، لكيفية التعامل مع الضفة المحتلة، ومع جماهيرنا العربية، وهي ليست مجرد بنود تم تدوينها لغرض العلاقات العامة، بل إنها بنود للتطبيق ووضعت لها أزمنة تلزم الائتلاف بتطبيقها.

يقول البند 118 في الاتفاقية مع كتلة الصهيونية الدينية، إن الجميع متفقون على "حق فرض السيادة الإسرائيلية" على الضفة، إلا أن الأمر سيكون منوطا باختيار التوقيت الصحيح من رئيس الحكومة، بموجب المصالح العليا الإسرائيلية، والأوضاع الإقليمية والعالمية، لكن كل ما يتبع هذا البند، هي إجراءات ضم فعلي.

وكذا بالنسبة للجماهير العربية، وهذا يظهر في بند يوسع نشاط المخابرات في المجتمع العربي، لمتابعة شبكات التواصل، في كل ما يخص بما تقوله الاتفاقية "الشغب"، وكأن المخابرات بعيدة عن هذا الأمر، لكن مجرد تدوينه بهذه الفظاظة، يدل على عربدة زائدة تنتظرنا.

ستتكاثر أصوات الاحتجاج في الشارع اليهودي، كلما تقدم عمل هذه الحكومة، إذا ما تم تطبيق بنود الإكراه الديني، والتديين الزائد، وملاحقة مجموعات سياسية ومجتمعية، وهذا أمر جيد من المفترض أن يفسح المجال لشراكات كفاحية ميدانية عربية يهودية، لكن لا يمكن لهذه الشراكات أن تتجاهل حقيقة أن المستهدف الأول والأكبر هو جماهيرنا وشعبنا الفلسطيني ككل، وكل تغييب لهذا الجانب في شراكات ميدانية متوخاة، سيجعلها شراكات ليست ذي صلة.

سيقال الكثير لاحقا عن حكومة العصابات هذه، لكن لا يمكن السكوت على تصريحات منصور عباس، الزعيم الفعلي للحركة الإسلامية الجنوبية، الذي اتهم القائمة المشتركة السابقة، بأنها هي السبب في اسقاط الحكومة الدموية السابقة مع معرفتها أي بديل سيكون. وهذا تصريح صهيوني بامتياز، يهدف لتذنيب جماهيرنا العربية. 

فأولا منصور عباس زحف وتملق لنتنياهو وشريكه حاخام المستوطنين حاييم دروكمان الذي مات قبل أيام وامتدحه عباس، لتتشكل مثل هذه الحكومة، وابدى استعداده مرارا ليكون شريكا لبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، اللذين رفضاه.  ثانيا، إن من أسقط حكومة بينيت لبيد عباس، هم نواب الائتلاف من حزب "يمينا" بزعامة بينيت، ونحن لسنا آسفين على سقوط حكومة دموية كهذه.

لم تعد تنفع كل المحاولات لجعل عباس يتراجع عن نهجه الساقط الرخيص المهين، وليس واضحا إلى أي قدر ممكن أن ننتظر استيعاب الدرس في حركته السياسية.


 

أخبار ذات صلة