news-details

كلمة "الاتحاد" | حملة اعتقالات بوليسية للترهيب

أعلن البوليس الإسرائيلي، وجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، وبمساعدة الوحدة العسكرية المسماة "حرس الحدود"، عن حملة الاعتقالات واسعة النطاق في مدننا وبلداتنا العربية، والحديث عن هدف لاعتقال ما لا يقل 500 شخص، إضافة لمن تم اعتقالهم حتى الآن، حوالي 1500 معتقل، بمن فيهم من تم اطلاق سراحه، ولكن منهم من بات يواجه لوائح اتهام.

حملة الاعتقالات التي أعلن عنها، بعد هدوء الهبّة الشعبية بعدة أيام، وبهذا الشكل الاستعراضي، والحديث عن تجنيد آلاف العناصر لهذه المهمة، هي أولا وقبل كل شيء، محاولة ترهيب وإرهاب سلطوي، ضد جماهيرنا العربية وحقها في التعبير عن موقفها، ووقفتها الطبيعية الى جانب شعبها، في وجه الاحتلال وإرهاب المستوطنين، المسنود من حكومتهم والمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة برمتها.

واضح أن هذا القرار لم يتم اتخاذه لدى جسم تنفيذي هامشي، بل هو قرار من رأس الهرم الحاكم، وأوله بنيامين نتنياهو، ومعه الخرقة المسماة أمير أوحانا، الذي يتولى حقيبة ما تسمى "الأمن الداخلي". ولكن ليس وحدهما فقط، بل أيضا من يتولى حاليا حقيبة القضاء، بموازاة حقيبة الحرب، بنيامين غانتس، زعيم حزب كحول لفان، الذي سارع يوم 13 أيار الجاري، للاتفاق مع المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت، على تكثيف الاعتقالات والتحقيقات مع المتظاهرين العرب، واشراك جهاز الشاباك في التحقيقات، وتشديد الضغط على القاصرين، وأيضا تسريع المحاكمات.

إضافة الى الهدف الأساس، لقمع جماهيرنا العربية ونضالها، فإن هذه الحملة تعبّر عن ضائقة تعيشها المؤسسة الحاكمة ككل، وليس فقط حكومتها، لأنها اصطدمت من جديدة، أمام الحقيقة القائمة منذ 73 عاما، وهي أن الجماهير العربية ما فصلت يوما نفسها عن شعبها وقضيته، وأنه مهما تم نثر برامج التدجين في أقفاص الصهيونية، بمختلف القنوات والأشكال، فإنها لن تنفع، وفي ساعة الحسم ستقول كلمتها.

ولهذا فإن المؤسسة الحاكمة تريد أيضا أن تنتقم، وأن تظهر أمام جمهورها المباشر، كما لو أنها صاحبة اليد الطولى، وأنها قادرة على القمع، ولكن هذا سيثبت فشله، في أي جولة صدام مقبلة.

لقد بثّت الجماهير الواسعة في الهبّة الأخيرة، رسالة واضحة: رفضها مجددا لكل نهج ذل وتملق. وأصحاب هذا النهج لفلفوا أذيالهم، وحينما أطلوا، كانت طلتهم بمشهد مخزٍ آخر، وهم يتملقون لأشرس العنصريين، وما جرى في اللد ليس النموذج الوحيد.

إن حملة الاعتقالات الإرهابية تتطلب ردا جماهيريا واسعا، ليعرف كل من يتعرض للترهيب في المعتقلات، أن شعبه يقف الى جانبه.  

 

 

أخبار ذات صلة