news-details

كلمة الاتحاد| رسالة تشيلي العظيمة الى الشعوب المظلومة

حققت قوى اليسار المدعومة من الشعب في دولة تشيلي ما يفوق النصر الانتخابي، على أهميته الحاسمة، بل أنجزت خطوة سياسية ذات معنى وطني وأخلاقي وتاريخي عميق.

فهذه الحكومة الجديدة ذات الأغلبية النادرة للنساء والتي تضم 14 امرأة مقابل 10 رجال، وثلاثة وزراء شيوعيين ووزيرين اشتراكيين ووزراء من الحركة البيئية ونشطاء في حركة الاحتجاج وحركات يسارية وشخصيات مستقلة، قامت من قلب الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت بمثابرة نضالية عنيدة وواثقة ضد الإصلاحات النيوليبرالية في منظومة التعليم عام 2011. لتجسد بذلك تطلعات ومصالح الشعب في هذه الفترة السياسية.

ونحن نرى أن مشاركة الشيوعيين فيها بقيادة وزارات مركزية، كبيرة الأهمية والتأثير على حاضر ومستقبل حقوق وحياة الناس وشروطها العادلة، تجعلها حكومة تحمل مقولات ودلالات وآمال تفوق الحاضر السياسي وتتجاوزه الى البُعد التاريخي. وهنا لا بد من الاشارة وبغير قليل من الانفعال الثوري الى أن مايا الليندي، حفيدة القائد الوطني التقدمي سلفادور الليندي، الذي اغتاله سي آي أيه الإرهاب الأمريكي وعملاؤه، قد حملت مسؤولية وزارة الدفاع. وهذه من أقوى وأجمل الرسائل التي يمكن ان يحملها تحوّل ثوري نحو اعداء اليوم والأمس في عاصمة النيوليبرالية والامبريالية، واشنطن الرسمية.

كذلك، فإن هذه المأثرة التشيلية العظيمة هي بمثابة رسالة تفاؤل وأمل لسائر الشعوب المظلومة والمصادَرة حقوقها وخيراتها واراداتها، بأن هذا القهر ليس قدرا، وانه بوسع الارادة والعزيمة والنضالات الثورية أن تغيّر ليس صورة الحاضر القاتمة فقط، بل أن تقلب صفحات كاملة من التاريخ الأليم. فكل التحية والاعتزاز والتضامن والمحبة لشعب تشيلي وقيادته الأصيلة المخلصة.

أخبار ذات صلة