news-details

كلمة الاتحاد | غضب ساطع على القمع العنصري والطبقي

يتردد في مختلف وسائل الاعلام العالمية ان المواطنين الامريكيين السود وجدوا أنفسهم يواجهون ضائقتين،الأولى هي تفشي فيروس الكورونا على نطاق واسع في الولايات المتحدة، حيث كانوا اكثر المجموعات تضررًا بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة الناجمة عن التمييز العنصري والقمع الطبقي التاريخي.

أما الازمة الثانية فهي هذا التعامل البوليسي الوحشي العنيفمع المواطنين السود، الذي سجل ضحية جديدة حين قتل شرطي ابيض خنقًا المواطن جورج فلويد في منيابوليس.

لكن الحقيقة ان الازمة العميقة والضائقة الشديدة اللتين تعصفان بحياة هؤلاء المواطنين، هي السياسة الامريكية المنهجية المتعاقبة في جميع الادارات الامريكية، والتي وصلت ذروة بشاعتها في عهد هذا الرئيس المنفلت العنصري دونالد ترامب.فأزمة الكورونا التي ضربت السود اكثر من غيرهم، يجمعها قاسم مشترك كالبنية التحتيّة الواحدة، مع العنف البوليسي البهيمي - وهو سياسة رسمية رجعية كولونيالية الجوهر تضع السود في مرتبة ادنى من منطلقات عنصرية مقزّزة. 

على صعيد العلاقة الزمنية والسببية بين الأزمتين يمكن القول إن الغضب ومشاعر الاحباط والقلق والرعب الحقيقي في صفوف مواطنين لا يملكون ما يحمون به أنفسهم من وباءٍ فتاك، وليس بمقدورهم اقتناء رزم تأمين صحي باهظة الثمن لأن نظام هذه الدولة النيوليبرالي المتوحشيحرم مواطنيه من هذا الحق الأساس - هي مشاعر قد تفجّرت هنا ايضًا أمام جريمة قتل بالبث المباشر كان فيها مواطن أعزل يصرخ وهو يختنق ويحتضر تحت قوائم عنصر البوليس المجرم: "لا استطيع التنفس، لا استطيع التنفس" حتى فارق الحياة، بل قُتل. 

إن مشاهد الاحتجاج القوي المتصاعد الذي انتشر في عديد من المدن والولايات الامريكية يدل على مدى اتساع النقمة والغضب على هذه السياسة العنصرية المتوحشة، ومما يبدو الآن فهي احتجاجات لن تتوقف بسرعة ولن ينجح مجرمو البيت الابيض وبوليسهم في إخمادها وخنقها، كما ظنوا واعتقدوا مرارًا في السابق، مثلما خنق البوليس المجرم ذلك المواطن الأسود الأعزل.

 

أخبار ذات صلة