تحلّ في الخامس من شهر حزيران الجاري الذكرى الـ 56 لحرب حزيران العدوانية التي خططت لها وأشعلتها حكومة دولة إسرائيل عام 1967. وهي الحرب التي ما زالت نتائجها المأساوية من ناحية الشعب الفلسطيني متواصلة حتى هذه اللحظة، احتلالاً واستيطانًا وحصارًا وبطشًا، بكل ما يشمله العنف الاحتلالي من قتل وتدمير ونهب وخنق حريات واعتقالات. هذه الحرب التي تروّج حكومات إسرائيل ونخبها كلها وكأنها كانت حربًا دفاعية اضطرارية، إنما جاءت في الحقيقة كفعل مخطط مبرمج هدفه استكمال التطهير والتهجير والضم التوسعي الذي بدأ عام النكبة، 1948، وذلك بضوء أخضر ودعم ودفع أمريكي رسمي. وتكفي الإشارة إلى ما كشفه المؤرخ التقدمي البارز إيلان بابه استناداً إلى وثائق أرشيفية جديدة، بأن حرب سنة 1967 لم تُفرض على إسرائيل، بل هي استعدّت لها منذ سنة 1963، عندما "التحقت شخصيات من الجيش الإسرائيلي والسلطات القضائية والمدنية بدورة في الجامعة العبرية في القدس لوضع خطة شاملة لإدارة الأراضي التي ستحتلها إسرائيل، والتي كان يعيش فيها نصف مليون فلسطيني"، وأنه، في أيار 1967، أي قبل أسابيع قليلة من اندلاع تلك الحرب، تلقى قادة الجيش الإسرائيلي "تعليمات قانونية وعسكرية للسيطرة على البلدات والقرى الفلسطينية" (أنظروا مقال د. ماهر الشريف في ملحق الاتحاد، اليوم). ومثلما في كل عام، وبمثابرة منهجية مبدئية، أعلن الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عن تنظيم مظاهرة عربية يهودية في تل أبيب، ضد الاحتلال، وذلك مساء غد السبت. وأكدا أن "المطلب بانهاء الاحتلال والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة هو مطلب الساعة، وعلينا أن نفرضه على رأس سلم الأولويات في هذه الظروف المعقدة بالذات حيث تواصل حكومة اليمين الفاشي فرض الوقائع على الأرض لتكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان بهدف منع أي أفق لاقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران." وأن "الاحتلال لا يمس بحقوق الشعب الفلسطيني فحسب إنما بالشعب اليهودي أيضا والذي يدفع هو أيضا ثمن الاحتلال الذي يمارس باسمه ومن هنا فإننا ندعو الجمهور اليهودي الواسع إلى رفع صوته ضد استمرار الاحتلال ومن أجل السلام والعدالة." فليجلجل مرة أخرى الصوت الواضح وباللغتين العربية والعبرية ضد الاحتلال وحكومته وسياسته، ومن أجل السلام العادل والحقوق السياسية السيادية المتكافئة الكاملة للشعب الفلسطيني، بما يشمل العودة والتعويض لجميع لاجئيه في كل بقاع الأرض.