news-details

كلمة "الاتحاد" | قمع الصحفيين لحظر وصول الحقائق

اعتداءات قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي وشرطته الممثلة بما يسمى "حرس الحدود" على الصحفيين في القدس الشرقية وفي حي الشيخ جراح تحديدا، تشكّل نهجًا وليس أحداثا متفرقة؛ نهج لا تحدده شرطة الاحتلال وتنفذه وحيدة بشكل مستقل، بل بتوجيه سياسي كامل من أعلى المستويات الحكومية وصولا الى بنيامين نتنياهو نفسه.

هذا الأسبوع اعتدت الشرطة بالضرب واعتقلت مراسلة صحفية، أصابت آخرين بقنابل الصوت التي أطلقتها مباشرة على تجمعات الناس، واعتقلت مواطنين في الحي بسبب توثيق الاعتداءات. وزارة الاعلام الفلسطينية عادت على دعوة مجلس الأمن لتنفيذ قراره 2222 الضامن لحماية الصحافيين وعدم إفلات المعتدين عليهم من العقاب، وطالبت الأطر الأممية ذات الصِّلة بالضغط على دولة الاحتلال لإطلاق 26 صحافيًا فلسطينيًا من معتقلاتها. وربما يجدر تجنيد منظمات ونقابات صحفية حول العالم، بما فيها العربية، لرفع صوت الاحتجاج وترديد مطلب محاسبة السلطات الإسرائيلية. هذا يساهم في إيصال الصوت والصورة اللذين يسعى الاحتلال لحجبهما، على نطاق أوسع.
ويلاحظ، بكثير من الاستهجان والإدانة، صمت المؤسسات والمنابر الصحفية والإعلامية العبرية في إسرائيل على ما يتعرّض له من يُفترض أنهم زملاء في المهنة – وهو ما يجري بسبب المرض الأخلاقي العُضال المتمثل في انجرار معظم الاعلام العبري بجُبن خلف روايات الاحتلال والوقوع الطوعي في أسرها.

لقد اقترف جهاز الاحتلال الإسرائيلي، من خلال آلته التنفيذية المتمثلة في الجيش ومنظومته السياسية العليا المتمثلة في الحكومات، شتى الموبقات والجرائم لتركيع الفلسطينيين وإرهابهم ومنعهم من مواصلة صمودهم ونضالهم وتمسكهم بحقهم، لكنه فشل ولا زال (وسيظلّ) يفشل. هذا ينطبق أيضًا على الاعلاميات والإعلاميين الفلسطينيين الذين نحن على ثقة بأن هذا العنف لن يزيدهم إلا عنفوانًا.

فالمراد من هذا الانتهاك الوحشي لحقوق وحرياته الصحفيات والصحفيين في الشيخ جراح هو إرهابهم ومحاولة منعهم من أداء عملهم على نحو كامل وشفاف، بهدف منع الرأي العام بكل نطاقاته من معرفة ما تقترفه آلة التهجير والاستيطان الإسرائيلية في هذا الموقع الذي بات في واجهة الأحداث وفي مقدمة النضالات. أما المشهد الفلسطيني برمّته فيقول للاحتلال الإسرائيلي: خسئتم، حقوقنا عادلة وثابتة مهما صار!

أخبار ذات صلة