news-details

كلمة الاتحاد| كارثيّة تدريج تل أبيب كأغلى مدن العالم

المعطيات الجديدة التي نشرتها مجلة "ذي ايكونوميست" ومفادها أن مدينة تل أبيب تتصدر قائمة أغلى مدن العالم في العام 2021، هي أقوى الدلائل على مدى عمق القمع الاجتماعي الاقتصادي وشدّة الاستغلال في هذه الدولة. هذا ناهيك عن حدّة بشاعة القمع السياسي القومجي الذي تمارسه المؤسسة الحاكمة، ويكفينا ذكر أن قطاع غزة الذي يعيش تحت وطأة الحصار والإفقار وجرائم الحرب الإسرائيلية المتواصلة، يقع على مسافة قصيرة جدًا جنوب تل أبيب.

هذه الحالة هي المثال المتطرف الذي يؤشر على كل الوضع الاقتصادي، فمعروف أن أبسط مقارنة لأسعار السلع الأساسية بين اسرائيل وكل دكان عادي في مدن العالم، بما يشمل غرب أوروبا وشمال أمريكا، تظهر مدى فحش الغلاء. وليس أننا نتحدث عن فرق في الجودة، بل ان السلع هي من نفس الانتاج في حالات كثيرة، ومنها ما يتفوق بجودته على ما يتوفر هنا ايضا.

الغلاء فاحش مع أن مستوى الأجور في اسرائيل مقارنة بالعالم، منخفض بشكل ملموس وجدي. في الدول الأقل غلاء من إسرائيل، القدرة الشرائية للناس أعلى مما هي هنا. الأسعار ترتفع وتتضخم كل عام، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أسعار السكن في إسرائيل ارتفعت في العام الماضي وحده، بنسبة 8%. وأسعار السلع الاستهلاكية لا تتوقف عن الارتفاع.

إذا كانت هذه الأرقام تعتبر مشكلة خطيرة، فإن ما يفوقها إشكالية لدرجة المأساة، هو أن المجتمع في هذه الدولة يتعايش مع هذا الحال البائس المثير لأشد درجات الاستهجان والغضب، وكأنه حال طبيعي اعتيادي. فلا تكتفي المؤسسة الحاكمة بنهب أموال الجمهور لتكريس وتوسيع مشاريع الاستيطان وتأبيد الاحتلال، ولا تتوقف عند منح الاعفاءات الضريبية لكبار الرأسماليين والشركات الضخمة، بل تسمّم وعي الجمهور ويقظته المدنية بالتحريض المتواصل على الحروب، وتأليب شرائحه الواحدة على الأخرى، ورفع منسوب الذعر والتوتر لتواصل سياساتها دون اعتراض جديّ. هذه هي الدائرة التي يجب التفكير بكيفية كسرها والعمل على كسرها.

أخبار ذات صلة