news-details

كلمة الاتحاد| مؤيدو تعميق العسكرة، معادون لمصالح شعبهم

لا يمكن لفلسطيني في أي موقع، في الوطن أو في الشتات، أن يكون محايدًا امام قضايا تمسّ بصميم ومصير شعبه. لا يمكن تفهّم قرار أي فلسطيني باختيار الحياد مثلا في قضية الاحتلال والاستيطان والحروب المتتالية ضد شعبه. ما يجب توضيحه، كيلا يجرؤ أحد على التلاعب بالعقول، أن هذه مشاريع إسرائيلية عدوانية لا يمكن أن تقوم إلا بالقوة العسكرية. أي أن من يجب أن يرفض الاحتلال يجب أن يرفض بالضرورة زيادة العسكرة، أي تعزيز وتوسيع البنية والقوة العسكرية في المجتمع الإسرائيلي.

لهذا فإن قيام نواب عرب، من القائمة الموحدة ومن أحزاب صهيونية، بالتصويت لصالح قانون تمديد الخدمة العسكرية الذي قدمته وزارة "الأمن" وينص على تمديد فترة الخدمة العسكرية من 30 شهرا إلى 32 شهراً وزيادة عدد الجنود – هو فعل لا يمكن فصله عن الدور الذي تقوم به هذه القوة العسكرية لتنفيذ قرارات الحكومة (التي يجلس فيها وفي ائتلافها أولئك النواب) بتكريس وتأبيد الاحتلال والحصار وخنق ومصادرة حريات الفلسطيني الفردية والوطنية.

لقد كان بوسع هؤلاء النواب – وخصوصًا الموحدة بأربعة نوابها – منع تمرير هذا القانون، أي منع زيادة القوة المعدة لقمع شعبهم المحتل والمحاصر في الضفة والقدس وغزة، إذ صوت 58 عضوا لصالح القانون وصوت ضده 57 أي أنه مر بفارق صوت واحد. لكن النواب منصور عباس ومازن غنايم ووليد طه وايمان خطيب اختاروا التصويت الى جانب تعزيز القوة العسكرية التي تبطش ببنات وأبناء شعبهم.. حتى أنهم لم يختاروا الحياد بل أيدوا هذا القانون!

إن من مصلحة كل مواطن في هذه الدولة وليس الفلسطيني وحده، أن تتراجع هيمنة العسكرة والثقافة العسكرية العنيفة في المجتمع، وهذا سبب قوي ووجيه آخر يجعل من واجب كل من يتطلع الى غدٍ مختلف والى صد الحروب، ان يعارض زيادة القوة العسكرية لا من حيث فترة الخدمة ولا من حيث تعداد العساكر. هذا واجب أولئك النواب إذا كانوا جديين في ادعاءاتهم.
لكن جاء رد الموحدة ليكشف امرين: الأول مدى ارتباكها وعجزها عن مواجهة الحجة بالحجة، فصاغت بيانا صبيانيا يحاول قلب الصورة وتسخيفها، عبر الاستهتار بعقول الناس، وعبر تساؤلات غبية صاغها غبي مثل: "ماذا تفعل المشتركة غير متابعة أمور الموحّدة؟". أبمثل هذه الردود تقف هذه القائمة أمام مجتمعها وشعبها؟

أما زعم الموحدة بأن "هذه القوانين ما هي إلّا تمديد لأمر واقع لا أكثر" في محاولة لتبرير دعمها، فتستحق سؤالا بسيطا: الاحتلال أمر واقع، والعنصرية أمر واقع، وخنق بلداتنا في مسطحات كعلب السردين أمر واقع، فهل تقترح الموحدة ان يقبل العربي بتأييد هذا كله فقط لأنها "أمر واقع"؟ أهذا هو النهج "المؤثر"؟ أم هو نهج المهادنة والسقوط كل يوم خطوة جديدة نحو حضيض السياسة، بدونيّة مقيتة لا يمكن أن نرضاها لأي فلسطيني!

أخبار ذات صلة