news-details

كلمة الاتحاد| مهرّج أنقرة وتسخين العلاقات مع تل أبيب

يصحّ السؤال عمّا تغيّر في قطاع غزة وفي القدس وفي سائر المناطق الفلسطينية المحتلة، حتى يقوم الزعيم الإخواني التركي إردوغان بالتراجع عن جميع خطاباته الناريّة ضد حكومات الاحتلال الإسرائيلية، فبات يصرّح بشكل علني هو ومسؤولو حكومته بترحيبهم الحار بإعادة الدفء الى العلاقات الثنائية بين أنقرة وتل أبيب.

فها هو قطاع غزة الذي لطالما خرج الزعيم الاخواني التركي بمسرحيات الدفاع الكلامي الزاعق عنه، ما زال يعاني وطأة الحصار الوحشي، الذي - على سبيل المثال - يهدد حياة ألوف المرضى ويحرمهم من العلاج. لقد أكدت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية إنّ جهاز الصحة في قطاع غزة منهار منذ سنوات جراء سياسة الاحتلال الإسرائيلي، وهناك 15,466 مريضًا من قطاع غزة قدموا طلبات للعلاج خارجه عام 2021 لكن رُفض وعّلق منها حوالي 38%. والكثير من العلاجات اللازمة لإنقاذ حياة مرضى، غير متوفرة. إن شبح الموت هذا لا يقلق المهرّج التركي الإخواني.

الأمر نفسه يصحّ ويسري على القدس. هل يتابع زعماء النظام التركي الذين تسري في أوصالهم حرارة التقارب مع حكومة الاحتلال، ما يجري يوميًا بل على مدار الساعة في حي الشيخ جراح الذي يتعرض لهجمة اقتلاع وتهجير استيطانية وحشية؟ دَعْكم من الشيخ جراح، هل تتابعون الاقتحامات الفاشية اليومية للحرم القدسي، للأقصى، تحت حراسة بنادق قوات الاحتلال؟!

في هذه الأثناء، يزور وفد دبلوماسي تركي البلاد تمهيدا لزيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لتركيا خلال شهر اذار المقبل. ويخرج أردوغان علنًا ليصف زيارة هرتسوغ المرتقبة إلى بلاده بأنها "إيجابية" و "ستنعكس بشكل جيد على العلاقات الثنائية".

ها هي المعطيات واضحة على الأرض، وها هي التصريحات والتحرّكات على مسمع ومرأى الجميع، وها هو مهرّج أنقرة الإخواني يكشف حقيقته، فلا غزة تهمه ولا القدس، وما كان يخرج بلسان ينقط منه اللهب "نصرة لهما" سوى لجني المكاسب السياسية الضيقة على ظهر مأساة معاناة شعبنا الفلسطيني.. الأكيد هو أننا لا نعتقد بوجود ما يكفي من ديماغوغيا في المنطقة بمقدورها تغطية هذا النفاق الصارخ حتى السماء.

أخبار ذات صلة