news-details

كلمة "الاتحاد" | نحو الاضراب العام لا لنهج طأطأة الرأس

تخوض جماهيرنا العربية الفلسطينية اليوم الثلاثاء، إضرابا عاما، أقرته ودعت له لجنة المتابعة العليا، ضد العدوان المستمر على شعبنا الفلسطيني في القدس وقطاع غزة؛ والعدوان المستمر المدعوم بعصابات المستوطنين الإرهابية على جماهيرنا العربية، وخاصة في المدن الفلسطينية التاريخية، اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا.

ودعت المتابعة الى اضراب سلمي، مع نشاطات كفاحية تحمل الرسائل السياسية الأساسية من هذا الاضراب، الذي يأتي بعد أيام من بدء وقفة جماهيرية باسلة جبارة، في مختلف المدن والقرى العربية، وبعد مظاهرة سخنين الجبارة، الوحدوية القطرية بمشاركة عشرات الآلاف، في مشهد كفاحي ثائر غاب عن مشهد جماهيرنا لسنوات.

إن المؤسسة الحاكمة وأذرعها العسكرية والاستخباراتية خططت لهذا العدوان، الذي بدأ بحملة استفزاز لم تتوقف طيلة شهر رمضان في القدس، لتنغيص حياة المحتفلين في ميادين القدس الشرقية، والمصلين في المسجد الأقصى المبارك. وبموازاة هذا، تكثفت الهجمة على الشيخ جراح، لتطبيق مخطط اقتلاع المئات من بيوتهم لتستولي عليها عصابات المستوطنين، بقرار من حكومة الاحتلال.

لقد كسرت جماهيرنا العربية، رهان المؤسسة الحاكمة على كسر شوكة النضال والتحدي، بهبتها الجماهيرية بمشاركة وتفاعل اجمالية ضم مئات الألوف، وأطلقت الجماهير رسالتها السياسية برفضها لكل مشاريع التدجين وطأطأة الرأس في أقفاص الصهيونية، منزوعي الهوية والانتماء، رضوخا للمشروع الصهيوني الاستراتيجي.

كما كسر أهلنا المقدسيون رهان حكومة الاحتلال، بكسر شوكة مقاومتهم لجرائم الاحتلال على مدى السنين، ووقفتهم الباسلة، ستلزم الاحتلال بإعادة حساباته، وإن تأخر الأمر لمرحلة ما.

في المقابل، شن جيش الاحتلال حربا دموية على قطاع، وهو يرتكب مجزرة مستمرة، راح ضحيتها حتى عصر أمس، حوالي 200 شهيد، ودمّر أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية، مع تدمير البنى التحتية. والاحتلال ذاته هو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم، وقعت في كل مكان، وبالأساس في جميع المناطق المحتلة منذ العام 1967.

اضراب اليوم يستحق التجاوب التام، فالمعركة ما تزال دائرة، وأيضا ضد جماهيرنا، إذ تجاوز عدد المعتقلين 800 معتقل، بمشاركة جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، الذي يشارك في الاعتقالات، وعقد جلسات ترهيب وتهديد للناشطين. وهم يستحقون أيضا أوسع حملة تضامن، وتطوع من المحامين الوطنيين، في المحاكمات العاجلة التي تبدأ في هذه الأيام.

ليكن اضراب اليوم، كما مظاهرة سخنين يوم السبت الماضي، رسالة أخرى للمؤسسة الحاكمة:

هذا وطننا الذي لا وطن لنا سواه.

حقوقنا القومية والمدنية هي حقنا لكوننا أصحاب البلاد.

نناضل لتحصيل حقوقنا بكرامة وطنية، رافضين كل نهج لطأطأة الرأس والتخاذل، نهج تعرّى أصحابه هذه الأيام أكثر من ذي وقت مضى.

نحن نسعى لوحدة كفاحية حقيقية على أسس سياسية واضحة المعالم، ولشراكة كفاحية مع قوة تقدمية ديمقراطية حقيقية في الشارع الإسرائيلي، مهما كان حجمها متواضعا نسبيا.

أخبار ذات صلة