news-details

كلمة الاتحاد| نحو الحرية والعودة والاستقلال

تحيي إسرائيل يوم غد الأربعاء، ذكرى قيامها، وفق التقويم العبري، الذي صادف في العام 1948 الـ 14 من أيار؛ ويحيي شعبنا الفلسطيني في الـ 15 من أيار المقبل، في كافة أماكن تواجده، ذكرى النكبة. ولكننا في الوطن، قررنا أن يوم "استقلالهم" المحتفَل به رسميًا هو يوم نكبتنا.

لقد قامت إسرائيل بناء على قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين، وبموجب خارطة جغرافية، ولكن الجانب الديمغرافي فيها بالذات، هو ما كان وراء معارضة الحركة الصهيونية غير المعلنة لخطة التقسيم. وهكذا فبعد أيام فقط من إعلان قيام كيانها، شرعت بحرب للاستيلاء على المناطق التي خصصت للدولة الفلسطينية، مستمرة بذلك بجرائم التطهير والتهجير والطرد، التي طالت 530 قرية وبلدة فلسطينية، وأحياء كاملة في كبريات المدن، بخطة مدروسة ساعدتها على تطبيقها الامبريالية العالمية والرجعية العربية.

يأتي هذا اليوم، في الوقت الذي تستعد فيه المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، لفرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية"، على المستوطنات ومناطق شاسعة في الضفة المحتلة، مهددة بتحويل المدن والقرى الفلسطينية الى كانتونات، وحتى غيتوهات مغلقة، وفق المؤامرة المسماة "صفقة القرن"، التي صاغتها عصابات الإرهاب الأميركية في البيت الأبيض، التي تديرها عصابة من اليمين الصهيوني الاستيطاني المتطرف.

رغم ما تبدو عليه إسرائيل من قوة عسكرية واقتصادية، وما يتبع هذا من عربدة في المنطقة، وحتى على مستوى العالم، بدعم من وكر الإرهاب المسمى "البيت الأبيض" الواقع تحت سيطرة كلية من الصهاينة وأنصارهم، فإن هذه "الجبروت" ستظهر ذات يوم كما هي، هشّة، لأنها ستسقط أمام إرادة شعب لم يهدأ، ولو أصيب بكبوة، ويصر على التحرر والاستقلال والعودة.

في مثل هذا اليوم من كل عام، ترتعب المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، وهي ترى الآلاف من الأطفال والفتيان، والشابات والشبان، يحيون مسيرة العودة في واحدة من القرى المدمرة، بعد أن تكون جموع المهجرين قد انتشرت في عشرات القرى صباح كل يوم كهذا. فهذا بمثابة رسالة من الشعب الفلسطيني؛ رسالة الحرية والاستقلال والعودة تنتقل من جيل إلى جيل حتى النصر.

في هذا العام، وبسبب الظروف القاسية التي تمر علينا، فإن مسيرة العودة التي دعت لها لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين في وطنهم، ستكون رقمية. ولكن التفاؤل يتملكنا، لنقول إنه في المستقبل القريب، ستلتقي قرانا مجددا مع أبنائها: في صفورية والغابسية والبروة واقرث وكفر برعم، والمجدل والمجيدل ومسكة، ولوبية والشجرة، وعين كارم ولفتا، وكل القرى الـ 530 التي تنتظر أبناءها لتحضنهم ويبنوها من جديد.

أخبار ذات صلة