news-details

كلمة الاتحاد| نريد العودة للحياة العامة ولكن ليس بثمن حياتنا

واضح أن السواد الأعظم، إن لم يكن كلنا، ضاق ذرعا بالحالة التي نعيشها، من قيود شلت الحركة العامة، على صعيد العمل ومصادر الرزق، وعلى صعيد الحياة الاجتماعية؛ فها هي الأعياد تحل على الجميع، ولا أمل يلوح في الأفق القريب، لوضع حد للحالة المفزعة التي نعيشها.

في إسرائيل يتلاعبون بالأعداد القليلة، وكأنها انجاز يستوجب وقف القيود، أو تخفيفها جدا، كي تعود الحياة الاقتصادية تدريجيا. ولكنهم يكذبون. ويكذبون، ليس من أجل أن يعود جمهور العاملين الى أماكن عملهم، وليتلقوا أجورهم كاملة، وإنما من أجل أن تعود ماكنة أرباح حيتان المال تشتغل من جديد، وبوتيرة أعلى.

حينما "يتغنى" الإسرائيليون بأن عدد المصابين يوميا بمعدل 440 شخصا، فهذا يماثل، من حيث تعداد السكان، إصابة 15 ألفا في يوم واحد في الولايات المتحدة، واصابة 2900 في إيطاليا و3200 في فرنسا، وقرابة 5 آلاف في بريطانيا، و2300 في اسبانيا. وحينما يقولون حتى صباح أمس الاثنين، إصابة 11300 شخص بالمجمل، فهذا يلامس عدد المصابين في الولايات المتحدة تقريبا، أكثر من 400 ألف شخص.

صحيح أن عدد الضحايا الموتى في إسرائيل، هو أقل من 1% من اجمالي المصابين (0,99%)، مقابل 6,1% في المعدل العالمي، ولكن نسبة الوفيات في إسرائيل كانت قبل ثلاثة أسابيع نصف بالمئة، أو 5 بالألف، ونلاحظ أن هذه النسبة في ارتفاع مستمر يوميا، حتى باتت أمس تلامس 1%، ما يعني أننا مقبلون على ما هو أسوأ.

تؤكد معاهد بحثية، وخبراء في وزارة الصحة، وغيرهم من الخبراء المهتمين بحياة وصحة الناس، أن أحد أسباب الأعداد القليلة للمصابين يوميا، هو التراجع الحاد في عدد الفحوصات. فحتى عشية عيد الفصح العبري، تراوح المعدل ما بين 7200 إلى 9200 فحص يومي. بينما المطلوب حوالي 30 ألف فحص يومي من أجل محاصرة فعلية للمرض.

ولكن لا يكفي العصابة المسماة حكومة، وزعيمها المجرم الأكبر بنيامين نتنياهو، أنهم يتسترون، ولا يعملون شيئا من أجل رفع جدي لعدد الفحوصات. بل خفضوا الفحوصات اليومية في الأيام الأخيرة، إلى 6 آلاف وحتى 4300 فحص يومي. وهذا يسمى كارثة. لأن التأخر في الوصول الى المصاب، يعني أنه سينقل العدوى دون أن يعرف بإصابته.

لا توجد بشائر من عصابة مستوطنين، منهمكة في كيفية فرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية" على الضفة المحتلة، أكثر من أن تُصب الموارد الضرورية، لمنع الكوارث المحدقة بنا جميعا.

أخبار ذات صلة