news-details

كلمة الاتحاد| يخططون لسرقة الفقراء والضعفاء

ظهرت إسرائيل، من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي، "مؤسسة التأمين الوطني"، التي كلها بتمويل الجمهور، على أنها من بين الدول التي ضمنت مخصصات اجتماعية في الأزمة الاقتصادية الاجتماعية، جراء وباء فيروس كورونا، وعلى أنها من بين الدول ذات نظام الضمان الاجتماعي. وكان جيدا أنه تم تدارك مسألة البطالة الطارئة، ودفع مخصصات، وهي شحيحة.

إلا أنه من خلف هذا المشهد، هناك كوارث آنية، وأخطرها تلك اللاحقة. فالآنية، هي أن العاملين بشكل غير منظم، أو مَن لم يستكملوا لسبب ما ستة أشهر عمل في السنة الأخيرة، لا يستحقون مخصصات، كما أن الحرفيين والمستقلين، من ذوي الدخل المحدود - وهي ظاهرة منتشرة في المجتمع العربي - لم يبت في أمرهم حتى الآن، وفي "أحسن الأحوال" سيتقاضون فتات رواتب، في حين أن مئات الملايين والمليارات ستتدفق على حيتان المال.

أما الأخطار اللاحقة، التي ستظهر ما بعد الأزمة، فتتمثل بجباية ثمن هذه المخصصات من جيوب الناس، وبشكل خاص، الشرائح الفقيرة والضعيفة، لأن مؤسسة التأمين الوطني تدعي أنه جراء دفع مخصصات البطالة الاستثنائية، سينشأ لديها عجز مالي يتراوح ما بين 34 إلى 52 مليار شيكل، بينما هذه الأموال من المفترض أن تضمنها الحكومة من احتياطي الميزانية، وضمن خطة الطوارئ التي أعدتها، بقيمة 80 مليار شيكل، وحصة الأسد منها ستذهب للشركات الكبرى وحيتان المال.

وبدلا من أن تطالب مؤسسة التأمين حكومتها بتسديد دين تراكمي بلغ حجمه 250 مليار شيكل، فإن المؤسسة تتوعد مخصصات الشرائح الفقيرة والضعيفة، إذ أن المؤسسة ستوقف عملية رفع مخصصات ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين من المفترض أن يتلقوا ارتفاعا في المخصصات على دفعتين خلال العام الجاري.

كما تخطط المؤسسة لتجميد مخصصات الشيخوخة الشحيحة أصلا، أما الضربة الأشد فسيتم توجيهها لمخصصات الأولاد، التي تشكل مدخولا جديا للعائلات الفقيرة. ولا يجري أي حديث عن زيادة رسوم التأمين على الشركات الكبيرة، هذه الرسوم التي انخفضت بقرارات حكومية، في العقود الثلاثة الأخيرة، ما أفقد المؤسسة عشرات مليارات الشيكلات على مر السنين، وكل هذا على حساب الفقراء والشرائح الضعيفة.

هذه هي الرأسمالية الوحشية الشرهة، التي تغري الجمهور بفتات، وفي يدها الثانية تقطع باللحم الحي، في حين تواصل الحكومة دفق الدعم والتسهيلات الضريبية المفرطة، على حيتان المال، الذين يدعمون كبار الساسة ليجلسوا على رأس الهرم، وليخدموا مرسليهم.

 

 

 

أخبار ذات صلة