news-details

كلمة الاتحاد| يوم المرأة، يوم كفاح

كعهد هذه الجريدة في كل ثامن من اذار، تجدد تحياتها النضالية الى جميع نساء العالم؛ تحية الأمل بغد المساواة التامة الذي ينعم جميع البشر فيه، وأولهم النساء، من كل الشعوب والبلدان والألوان، بالحياة الكريمة والحرية ومستويات العيش اللائقة وظروفه العادلة.

هناك تطور نسبي في الفكرة السائدة عن مكانة المرأة، وضرورة صد ووقف العنف الممارس بكافة أشكاله ضد النساء، هذا صحيح، لكن على الرغم من ذلك فإن النساء، واقعيًا، ما زلن يعانين أشكالا متعددة من التمييز والعنف في الغالبية الساحقة من دول العالم، تحت ظلال النيوليبرالية القاتمة. هناك ما يصح تسميته تجميل مكانة المرأة دون تغييرها. لذلك نعود ونؤكد أن التهاني والورود لفتة جميلة وهامة في آن معا، لما فيها من دلالات معنوية ورمزية والإنسانية، ولكنها ستظل منقوصة ما لم تترافق بالتعبير عن موقف واضح تقدمي ومثابر - يُعلَن ويمارَس - رفضًا لجميع اشكال التمييز ضد النساء، ورفضًا جميع الذرائع المسوّقة لتبرير اقصاء هنا واستغلال هناك وتقييد ومصادرة للحريات هنا وهناك.

نؤكد على ضرورة الموقف الذي يجب ان يكون مقرونا بالممارسة لأننا جميعا نرى على مختلف الشاشات كيف أن منظومات مهيمنة بعضها حكومي وبعضها اقتصادي وبعضها اجتماعي، تعيد سنويًا تقديم تبريكاتها الشكلية للنساء في الثامن من اذار، في حين تواصل تكريس قمعهن على مدار العام. ينطبق هذا على حكومات تكرّس سياسات الحرب والاحتلال والاستبداد، وتؤبّد واقع التمييز في العمل والاجر والمكانة الاجتماعية الاقتصادية المتدنية لجموع مواطنيها المستضعفين والمواطنات منهم خصوصا. والمؤسسة الحاكمة بهذه الدولة، إسرائيل، متورطة في جميع هذه السياسات.

ينطبق هذا أيضًا على منظومات اقتصادية رأسمالية كبرى واجسام اصغر منها تعمل في هذا المناخ الاستغلالي، المسمى زورًا "سوق حرة"، إذ تبقي معظم النساء في درجات العمل والربح المتدنية بينما يسيطر رجال على مراكز القوة ومفاصل التأثير. وينطبق على منظومات ومؤسسات تُعرف بتسميات مثل "روحية" و "معنوية" تحتكر أحيانا التحدث باسم الأخلاق والأداب، لكنها تصمت على التمييز ضد المرأة، بل تضلع في التمييز بنفسها.

عاش يوم المراة العالمي، يوم كفاح شامل لا يتوقف طيلة السنة، من أجل الوصول الى عالم عادل تسوده كل المساواة وكل الحرية وكل إمكانيات التقدّم الاجتماعي لكل النساء وللجميع.

أخبار ذات صلة