news-details

كلمة الاتّحاد| الهجوم على سوريا إعلان نوايا للحكومة المتشكّلة

بعد ساعات على إعلان اتفاق إطلاق الحكومة الجديدة - التي لم تكن لتتشكل لولا خنوع بنيامين غانتس لبنيامين نتنياهو، بعد وصفه إياه بأقذع النعوت، وعرض نفسه بديلا جوهريا مزعوما له – نقلت وسائل إعلام مختلفة نبأ قيام الأداة العسكرية الإسرائيلية بعدوان رسمي جديد على سوريا وبالتحديد قرب مدينة تدمر، شرق حمص. وهو ما تصحّ قراءته كإعلان نوايا للحكومة الجديدة المتشكلة.

صحيح أن إسرائيل الرسمية لم توقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للأراضي السورية، فقد كان هذا الأخير الهجوم الثاني في غضون أقل من شهر، وحلقة واحدة من سلسلة تعدادها مئات الاعتداءات على سوريا، لكن يجب التوقف عند التوقيت، لأن من خطط وحدّد وهاجم أخذ مسألة التوقيت بعين الاعتبار بالضرورة، فهكذا تتخذ مثل هذه القرارات! لا توجد قذيفة غير محمّلة ببلاغ سياسي.

هذه الحكومة سيتولى "البديل" غانتس وزارة الحرب فيها. وربما سيتساءل محللون كثر بعد حين: ما الفرق بين هذا الوزير الذي يمثل "الوسط واليسار" الصهيونيين، وبين ممثل اليمين الاستيطاني نفتالي بينيت في هذه الحقيبة؟ وقد يكون الجواب غالبًا أنه من المستحيل العثور على "الفروق السبعة" ولا حتى الفرق الوحيد، لو استعرنا اللعبة الشهيرة "جد الفروق". ففي هذا المضمار تذوب الفروق بين التمييزات السياسية لشدة سطوة نيران ما يغُطى بعبارات "الأمن والدفاع" في هذه المؤسسة الحاكمة.

كل هذا ولم نقل شيئا بعد عن الغطاء المسوَّق لتشكيل حكومة الرأسين مظهرًا، والرأس اليميني-الاستيطاني الحصري، حقيقةً، فقد زعموا أنها للضرورة والطوارئ أمام الوباء، لكنها ليست سوى خطوة جديدة من مسلسل النجاحات الذي يحققه معسكر الاستيطان والتوسّع والتنكر لحقوق الشعوب وفي قلبها شعبنا الفلسطيني.

من السهل القول إن مصير غايات هذه الحكومة الفشل، لكن ككل فشل سيكون له ثمن؛ ثمن فائض عن الحاجة كان يمكن تفاديه لو لم يأت الكذّاب المناوب ليصل حكومة احتلال واستيطان بأصوات سُذّج سياسيًا يسهل خداعهم مع أنهم مقتنعون في العمق بمدى يساريتهم وعلمانيّتهم، ومع ذلك ما انفكوا يضعون كل ثقتهم في جعبة أول جنرال متقاعد للتوّ ينزل ميدان السياسة. وهنا مربط الفرس!

 

أخبار ذات صلة