news-details

محتلّ يسمّي عودة الدولة لأراضيها.. مشكلة!

يتحلّى الزعيم الشعبوي التركي رجب طيب إردوغان بقدر نادر من الوقاحة. ما يؤهله لمنافسة أمثاله ومن يقع على أشكالهم، شعبويّي اليمين في كل العالم. فها هو جيش بلاده يمارس فعليا اجتياحا يقترب من الاستيلاء الاحتلالي على أراض سورية، لكنه لا يتردد مع هذا في اعتبار "منبع المشكلة في الشمال السوري وجود قوات سورية هناك"! كأن تحتل دولة ما أرضا تركية وتزعم أن المشكلة وجود قوات تركية هناك.

لشدة عواصف الديماغوغيا التي تعصف أشدّ وأقسى من كوارث المناخ، يمر هذا الكلام المتغطرس الكاذب وكأنه معلومة أخرى على الأثير والشاشات والشبكات. بل لا تظهر بالإبراز اللازم في وسائل الإعلام الغربية، خصوصا، حقائق يفترض أن تكون مرعبة: مثلا أن نظام اردوغان هذا يستعين في اجتياحه شمال سوريا بارهابيي جبهة النصرة، أي القاعدة، أي من دبّوا الموت والدمار في عواصم الغرب والهلع في قلوب الغربيين حين فجروا في نيويورك ولندن ومدريد وغيرها.. والذين بذريعة جريرتهم اندلعت حروب لم تنطفئ نيرانها بعد في العراق وأفغانستان.. فلماذا تغيّب هذه الحقيقة الآن؟!

لا بل ان مصادر معلومات رسمية روسية ذكرت أن بعض هؤلاء الارهابيين التكفيريين من "القاعدة" يحاربون بزيّ الجيش التركي نفسه، وهو ما يشكل اهانة للشعب التركي قبل غيره؛ الشعب الذي يضحي زعيم النظام اردوغان بمصالحه على مذبح هلوساته وجنونه التوسعي المقيت.

إن التعريف الدقيق للتواجد التركي في أي متر مربع سوري، هو احتلال. والاحتلال يتعاطون معه بالأدوات التي تليق به: بالمقاومة المثابرة التي لا ترى أمامها هدفا يفوق هدف تحرير ارض بلادها وشعبها. وكل حركة وتحرك للجيش السوري ولحلفائه في هذا السياق هو ما يشكل الطبيعي جدا والمطلوب وفقا للقانون الدولي أولا – هذا لو كانت الأطراف الدولية المهيمنة نقية من النفاق والتلوّن ومن تطويع الاعراف الدولية لخدمة المصالح الاستغلالية والتوسعية!

إدلب وحلب كدمشق ودرعا والسويداء وحمص ودير الزور والحسكة والرقة -كلها سورية، ويجب أن ينقلع منها أي تواجد أجنبي يتعارض مع إرادة الحكومة السورية. 

أخبار ذات صلة