news-details

لا يستحق صفة الوسيط..

صبي السياسة الأمريكي جاريد كوشنير هو مستشار الرئيس الأميركي، وصهره، وهذه الأخيرة هي صفته الحقيقية الوحيدة التي يتمتع بها، فمن السخف اعتباره شخصا قادرا على تقديم المشورة في قضايا بوزن القضية الفلسطينية. إن من يفوقونه معرفة وتجربة وانصافًا وجرأة يتقدمون نحو هذه القضية بكثير من الرهبة والحذر لعلمهم بتعقيداتها، أما أن يأتي حضرة الصهر ليقدم ما أسماه "نقطة بداية جيدة" لمعالجة القضية الفلسطينية، فهذه نكتة سمجة سيئة.

لا ينبع هذا التقدير بالمرة من كون كوشنير شابا قليل التجربة، بل من كونه مصابًا بغرور الجاهل. مثلا، صرّح في الأيام الأخيرة، بأن حل الدولتين قد فشل، ولذا هناك حاجة لطرح خطة وصفها بـ "الإبداعية". لا توجد حلول تفشل من تلقاء نفسها بل هناك من يفشلها. التمسك بالاستيطان يفشل حل الدولتين. التعنت على ما يسمى القدس الموحدة للأبد يفشل الحل. والتوجه الاستعلائي القومجي المتعصب الاسرائيلي يفشل جميع الحلول الممكنة. فهل تشغل هذه الحقائق حيزا ولو ضئيلا في دماغ صاحب الحلول "الابداعية"؟ يبدو أن الجواب سلبي.

ما يستنتج مما سلف، هو أن مستشار الغفلة هذا يتبنى الرواية والذرائع الاسرائيلية. من لا يقول انه يجب مسبقا تفكيك وانقلاع جميع المستوطنات من الضفة الغربية هو اسرائيلي الهوى! نقصد الحكومة الاسرائيلية اليمينية التي تزداد تفشيًا من انتخابات لأخرى. من لا يعلن بوضوح انه لم يعد لدى الفلسطيني ما يتنازل عنه بعد أن تم تخصيص خُمس فلسطين التاريخية فقط لدولته المفترضة، ومنح 80% من وطنه لدولة اسرائيل، هو شخص منحاز للاحتلال. ومن نافلة القول إنه مع هكذا جعبة منافقة، لن يكون بوسعه حتى حمل صفة الوسيط.

 

أخبار ذات صلة