news-details

لتحرير الرباعية الدولية من الهيمنة الأمريكية

إذا كانت التقارير الأخيرة عن توجّه فلسطيني جديد يبتغي إخراج الرباعية الدولية من أيدي الهيمنة الأمريكية، هي تقارير تنقل فعلا حقيقة ما يجري في أروقة السياسة الفلسطينية الآن، فإننا قد نقف أمام واقع يعود فيه الأمل ليترك مفاعيله الإيجابية.

للتذكير، اللجنة الرباعية تتألف من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة، تأسست في عام 2002 "لتيسير مفاوضات عملية السلام في الشرق الأوسط" وفقًا لتعريفها الرسمي. و "رحّب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قراره 1397 (2002) بالمجموعة الرباعية عقب اندلاع الانتفاضة الثانية". وتهدف إلى "إيجاد حل دائم على أساس وجود دولتين". 

أهمية هذا التوجه الفلسطيني، الذي يحتاج للتحوّل والتطور ليصبح برنامج عمل ومشروعا سياسيا، هي أنه قادر على إخراج العملية السياسية ومجمل القضية الفلسطينية من الطريق المسدود الذي وصلت اليه، ليس لأسباب فوق طبيعية طبعًا بل بسبب إصرار المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة على تكريس مشروع الاحتلال وتعزيزه بالاستيطان، ما يعني التنكر لجميع الحقوق الفلسطينية العادلة.

وهذا لم يكن ليتم من دون الغطاء الأمريكي المتواصل والشامل للسياسات الإسرائيلية التوسعية، وتزويد حكومة الاحتلال بالسلاح والعتاد والدعم الدبلوماسي والدولي. من هنا فقد كان هناك على الدوام تناقض هائل في مجرد مشاركة واشنطن المهيمنة في هيئات يفترض ان تقوم بدور الوساطة بين دولة اسرائيل التي تمارس الاحتلال وبين الشعب الفلسطيني الرازح تحت بطشه المجرم، فيما تتخذ واشنطن جميع المواقف وتقوم بشتى الممارسات المنحازة والداعمة للاحتلال.

واضح أن الواقع صعب ومركب بوجود أنظمة عربية طاغية تغوص في وحل التطبيع دون التفات للجريمة التاريخية المستمرة بحق الشعب العربي الفلسطيني. لكن الأكيد أن الخطوة الاولى للتقدم للإمام الآن يجب ان تكون خطوة تُبعد الحالة السياسية عن هيمنة أمريكا وتبعية أنظمتها العربية. هذه بمثابة خطوة أولى من التحرر النسبي الراهن في هذا الحاضر البائس القاتم..

أخبار ذات صلة