news-details

متفقان على جريمة الحرب ومختلفان على كيفية اقترافها!

الجدل بين بنيامين نتنياهو وحلفائه، وبين كحول لفان على هوية مَن يبدأ رئاسة حكومة وحدة مفترضة، يدور مؤخرا حول ضم الاغوار الفلسطينية المحتلة. ليس  أن أيا من الطرفين يرفض الفكرة ويعلن أنها جريمة حرب، كما هي، بل إنهما يختلفان على شكل تنفيذ الجريمة لا غير.

نتنياهو يستخدم الفكرة - التي يتبناها ايديولوجيا تمامًا- كأداة لفرض نفسه رئيسا لحكومة قادمة فيما تبقى من وقت يتيحه القانون قبل التوجه لانتخابات جديدة، ويعلن انه يريد البدء بترؤس الحكومة المشتركة كي يتمكن من انهاء هذا الضم. ولكن حين يأتي خصومه كحول لفان لمعارضته، لا يعارضون المقترح بل يعلنون علاوة على ذلك أن أهميته تستدعي قرار دولة وليس ترتيبا متسرعا "مع سيف فوق العنق"، على تعبير زعيم الحزب بنيامين غانتس غير الشاعري..

بعيدا عن نقاشهما الذي هو خلاف شكلي بين متفقين على موقف توسعي استيطاني واحد، نؤكد المؤكد - الذي لا يتطلب تأكيدا لو كنا نقف امام مؤسسة سياسية طبيعية أو معقولة - وهو أن الأغوار الفلسطينية كاسمها وتعريفها، فلسطينية! لكننا ما العمل ونحن نقف أمام مؤسسة متفقة على أن ارتكاب جرائم الحرب هو أمر عادي بل يستدعي التمعن فقط في كيفية اقترافها، والعثور على الأسلوب الأسلس والأسهل لضمان نجاحها!

 لا يوجد سبيل لمواجهة هكذا عقلية سياسية مجرمة سوى ببرنامج نضالي فلسطيني يتحدى الضم والاستيطان بواسطة المقاومة الشعبية المنظمة الطويلة الأمد في مثابرتها، وتصعيد النشاط على المستوى الدولي لانتزاع قرارات واعترافات جديدة بكل الحقوق التحررية الفلسطينية وتشديد عزل اسرائيل وسياستها، وهما أداتان نضاليتان يجب أن تمرا بالضرورة في محطة مركزية اسمها: انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

 

أخبار ذات صلة