news-details

معاني يوم الأرض الراهنة جدًا!

تعود الذكرى الـ 43 ليوم الأرض الخالد في ظروف تؤكد كلها مدى راهنيّة معاني وقيم هذا اليوم. السبب الجوهري العميق طبعا هو أن الصراع على الأرض لم ينته ولم يتوقف، لا بل ان السلطة الاسرائيلية الحاكمة تصعّد من هجماتها على الأرض في شتى المستويات والاتجاهات، مستهدفة الشعب العربي الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده بقرصنة عنيفة.

هجمة الاحتلال الاستيطانية لم تنكفئ ولم تتوقف في الضفة الغربية، المحتلة كلها عمليا، هذا يتجلى في النهب الزاحف المستمر لأرض أهلنا الفلسطينيين هناك، وفي ارتفاع نعيق الأصوات الداعية لضمّ 60% منها – المسماة مناطق ج وفقا لاتفاقيات أوسلو سيئة الصيت والنتيجة – والتي تتزايد أكثر مع ارتفاع منسوب القومجية والتعصب المنغلق في صفوف غالبية كبيرة للأسف من اليهود الاسرائيليين، وهو ما يفرزه انفلات اليمين وجُبن من يزعمون أنهم بديل له!

أما الجماهير العربية الفلسطينية التي تحمل مواطنة دولة اسرائيل فما زالت تعاني وطأة نهب أرضها على مدى عقود، وتواجه اليوم الحصار الغيتوي بكل معنى الكلمة داخل قراها ومدنها وأحيائها. فسلطة التخطيط التي تشكل بؤرة تتشابك فيها مؤسسات حُكم مركزية مختلفة، تعتمد معايير التضييق ومنع التطور عن البلدات العربية اليوم، من خلال رفض توسيع المسطحات الهيكلية، ما ينعكس على تقييد البناء للإسكان والتشغيل والتصنيع والترفيه. وحين ينضم هذا الى تاريخ طويل من مصادرة الأرض، لا يبقى أي بديل تخطيطي وتطويري حقيقي أمام المواطنات والمواطنين العرب.

لهذا بالضبط نقول لكل فتاة وشاب إن يوم الأرض بمعناه النضالي والسياسي ليس جزءا من الماضي ولا هو يوم مرّ أواسط السبعينيات، بل إنه ربما الأكثر ارتباطا باحتياجات جيل اليوم كما للأجيال التي سبقته، فليس معنى الأرض الزراعة والرمز والثوابت فقط، إن معناه بيتك ومكان عملك وفضاء عيشك ومتنفسك! لهذا نعيد التأكيد على وجوب التفكير والعمل الدائمين لتعميق قيم يوم الأرض ليس بالخطابات والمسيرات، على أهميتها العليا، فقط، بل بالدراسة والبحث والتفكير والتثقيف والعمل السياسي والتنظيمي لكشف وعرض مدى ارتباط هذا اليوم الخالد بما هو الأكثر يومية وراهنية في مفاصل الحياة الأكثر أساسية وحيوية.

أخبار ذات صلة