news-details

معسكران وغطرسة واحدة ضد غزة!

يرفع جيش وحكومة الاحتلال من وتيرة الاعتداءات والتهديد بتصعيدها الدموي ضد قطاع غزة. فالطرف المعتدي المتطاول المنتهك لكل مبدأ دولي وقاعدة قانونية أممية، من خلال الحصار والخنق والسجن الجماعي لمليوني انسان، لا يتورع عن الكذب والتنكـّر بزي الضحية، فيذرف دموع التماسيح كل اثنين وخميس.

وقضية غزة – قضية الاحتلال والحصار والخنق والتجويع ومحاولات التركيع الفاشلة - هي النموذج الأشد والأحَدّ لكشف بشاعة الغطرسة حين تتغلغل في سلطةٍ ومجتمع، فتتفشى فيهما صنوف العنصرية والعنف والتبلد الشعوري والأخلاقي. هذا بالضبط ما يميّز الآن معظم الحالة الاسرائيلية مقابل غزة، على نحو مخصوص.

هنا تخفت الفروق وتتضاءل بين مسمّيات اليمين والوسط وبعض اليسار الصهيوني، لدرجة التلاشي. فما الفرق بين موقف حكومة وحزب بنيامين نتنياهو الذي يهدّد ويزبد ويرعد بأنه لن يكون خيار لدى الحكومة وأنها ستصل إلى جولة تصعيد جديدة ومعركة عسكرية شاملة (!) في قطاع غزة؛ وبين موقف حزب بنيامين غانتس الذي جاء فيه إنه ستتم إعادة قوة الردع بأي ثمن (!) حتى ولو اضطرنا الى استهداف كل من يعمل على تصعيد الأوضاع...

نحن امام "معسكرين" لا يخطر ببالهما التفكير بحجم الجريمة التي يتم اقترافها يوميا ضد مليوني إنسان، لا يفكران في أي منطق سياسي أو حل سياسي، بل يهددان فقط بالسحق والمحق والاغتيال والتركيع والبلطجة المتغطرسة المنفلتة.

إن هذا التطابق في مسألة بهذا الوزن ينذر بأننا سنواجه السياسة ذاتها في القضية الفلسطينية، سواء ترأس الحكومة القادمة بنيامين الأول أو بنيامين الثاني أو تقاسم رئاستها البنيامينان، فيصح فيها قول المثل عن "سمّور وحمّور"!

أخبار ذات صلة