news-details

من ينزع شرعية الموطنة للعرب يقوّض البنية كلّها!

تكشّف أمس أن رئيس حكومة اليمين الانتقالية بنيامين نتنياهو، هو من اقترح نقل مدن وقرى في المثلث، أي تنفيذ الترانسفير بحقها، الى خارج حدود الدولة ضمن "الصفقة-المؤامرة" المسماة صفقة القرن! وحين يقوم زعيم اليمين بمثل هذه الخطوة فإنه عمليًا ينزع الشرعية عن نفسه هو أيضًا. لأن من ينزع الشرعية عن مئات ألوف المواطنين، بل ويقترح بنفسه القيام بترانسفير سياسي ومدني لهم عن طريق إخراجَهم من دائرة القانون التي تعتبرهم مواطنين، فانه يقوّض عمليًا القاعدة المدنية التي انتخب على أساسها.

ولا يهم أبدًا ما إذا كان المهددون بإسقاط الشرعية المدنية والسياسية عنهم قد صوّتوا له أم لا، لأن النقطة الأساسية أنه يقوّض تعريف ومعنى المواطنة كما يعرّفها القانون، ويدمّر بالتالي المبدأ المعمول به في أي نظام ديمقراطي، وينص على أن منتخب الجمهور يكتسب شرعيته من إرادة المواطنين، كل المواطنين. لذلك، فكل سياسي يطرح مجرد فكرة نزع الشرعية عن قسم أو عن كل المواطنين العرب في هذه الدولة، فانه يعرّض النظام والمؤسسة السياسية برمتهما لفقدان الشرعية.

ونعود ونؤكد ما سبق قوله أمس: إن ما يقترحه مخطط ترامب – نتنياهو هو ليس إستبدال الهوية السياسية للدولة التي ينتمي اليها المهدّدون بالترانسفير. لأن هذه الصفقة ذاتها تدمّر أي اساس وتنفي أي احتمال للوصول الى تسوية سياسية متمثّلة بإقامة دولتين، مثلما تنص عليه القرارات الدولية المعترف بها والمعتمدة. 

إن نتنياهو بهذا الاقتراح قد انضم، بل كشف بأنه محسوب اصلا ، على دعاة الترانسفير العنصريين وهو في هذا لا يختلف عن عصابات الكهانيّين وسائر اليمين العنصري التي تجاهر بنواياها للقيام بتطهير عرقي لمن تبقّى من أبناء وبنات الشعب العربي الفلسطيني في وطنهم. إن المنظومة القضائية التي منعت الكهانيين من خوض الانتخابات قبل سنين يجب أن تطبق الحكم نفسه على هذا السياسي الانتهازي المحاط بشبهات الفساد لأنه في الجوهر وفي الممارسة لا يختلف عن الكهانيين ابدًا. 

لقد حذّرنا مرارًا من أن كل الجسم السياسي في هذه الدولة يتّجه أكثر فأكثر ليس نحو اليمين المتطرف فقط، وانما نحو الفاشية بكل ما يعنيه هذا من خطر. والسبب الأساس في هذا الانحدار والتدهور يكمن في مشروع الاحتلال الكولونيالي الذي يحاول الآن نتنياهو وزمر اليمين (وكذلك بعض من يسمون أنفسهم "وسطًا"!) تكريسَه بما ينطوي عليه من استيطان ونهب وابرتهايد وإستعلاء قومجي وتعصّب غيبي أصولي.. ولن يشفى المجتمع الاسرائيلي من هذا السرطان طالما لم يتخلص من الاحتلال والاستيطان.

أخبار ذات صلة