news-details

مواجهة الامبريالية ممكنة بل مربحة!

تكثّفت المعلومات والتعليقات والتحليلات حول انبثاق مسار لافت للانتباه، يريد له العاملون على تمهيده وتعبيده أن يصل للقاء قمة امريكي-إيراني. وفي وضع شديد التلبّد والتوتّر كذلك الراهن السائد في علاقات الدولتين - بسبب العدوانيّة البغيضة التي أعلنها وطبّقها دونالد ترامب  وزمرته - ربما يسارع كثيرون الى الاحتفال والتفاؤل بمجرّد انعقاد لقاء (مصوّر طبعًا).

لكن طهران الرسمية سارعت الى وضع الأمور في حجمها وسياقها حين أعلن رئيسها حسن روحاني أنه مستعد للقاء كلّ جهة إذا كان الأمر يخدم مصلحة بلده، لكن أية مفاوضات ولقاءات مع الأمريكيين يجب أن يسبقها شطب تام لجميع العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران واجبرت آخرين على فرضها، مثل الاوروبيين.

هذا الموقف الايراني من المسعى الأوروبي الذي تقوده فرنسا لإحداث انفراج في جزء واسع من العلاقات الدولية، وليس الاقليمية فحسب، يدلّ مجددا على قوّةٍ وثبات وعلى حنكةٍ يقرّ بها خصوم طهران لها قبل أصدقائها. وهذا بفضل اختيار هذه الدولة اللعب في الحلبة الدولية من موقع الاستقلالية والاستعداد للمواجهة وليس من جحور التبعيّة وفقدان الإرادة السياسية – كما تتصرّف أنظمة خليجية كثيرة للأسف.

فلا يمكن تخيُّل نظام السعودية مثلا يقف في مواجهة أصغر مسؤول أمريكي في واشنطن. لا بل إن الرئيس المنفلت ترامب أهان زمرة الحكم السعودية علانية حين أعلن أن عليها دفع أموال هائلة مقابل الحماية التي تحظى بها. لا بل جعل الكاميرات تلتقط صورة له حاملا الشيك بجانب محمد ابن سلمان بوجه مذهول.

إن الجاري اليوم قد يقود الى انفراجة معيّنة، والاحتمال قائم لحصول انكفاءة اكبر أيضًا. لكن ما يجب التوقف عنده واستخلاصه هو ان مواجهة الامبريالية ليست فقط ممكنة، بل إنها قد تكون مربِحة على المدى المتوسط وليس حتى البعيد. ننتظر ذلك اليوم الذي تسلك فيه كل دول الخليج هذا المسلك، وهو ما يقتضي تغيير سياسات حكّامها ومديري مواردها الهائلة أولا.

أخبار ذات صلة