news-details

نتنياهو أدرك تبعات حماقته وبدأ بالتراجع

بعد أن سارع عن "رأس السطح" لإعلان مدى فرحه وتأييده لجريمة الاغتيال الأمريكية في بغداد، عاد بنيامين نتنياهو ليضغط بعض الكوابح ويبدي بعض التأني. وسبق أن اهتم كما يبدو بحدوث تسريب من اجتماع الطاقم الأمني الحكومي المصغر، ومفاده أن "قتل (قائد فيلق القدس، الجنرال الإيراني، قاسم) سليماني عمل أميركي لا يخصنا، ولا ينبغي جرنا إليه".

رئيس حكومة اليمين الانتقالية هذا كان امتدح بغطرسة مقيتة جريمة الاغتيال الذي يهدد بتصعيد حربي شديد الخطورة، من خلال قوله قبل أن تحط طائرته إن "دونالد ترامب يستحق كلّ التقدير لأنه تصرّف بحزم، بقوة وسرعة " حين أعطى الأمر بقتل سليماني، زاعمًا أن "سليماني تسبب بمقتل الكثير من المواطنين الأميركيين والأبرياء خلال العقود القليلة الماضية".

وقد تساءل مراقبون كثر عن سبب تحوُّل إسرائيل الرسمية أمس الثلاثاء لأن تنأى بنفسها عن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، لدرجة أنها قالت إنه لم يتضح بعد ما إذا كان تخلي طهران عن الالتزام بقيود تخصيب اليورانيوم يعني أنها في طريقها لإنتاج سلاح نووي. وهي التهمة الجاهزة لايران منذ عقد من الزمن! وهو ما قاله وزير الطاقة يوفال شتاينتس الذي أُرسِل الى راديو إسرائيل لارسال المزيد من بلاغات التهدئة. بل أكد ان "هناك توتر بين إيران والولايات المتحدة ولسنا طرفا فيه لذلك لا أريد أن نكون على أي صلة به. نقف على الهامش ونتابع الأحداث".

يبدو أن نتنياهو يعرف ما لا نعرفه لكننا توقعناه بالتحليل والقياس والاستنتاج وهو أن العنصري الشوفيني البغيض الجالس في البيت الأبيض قد ملأ أجواء المنطقة بالبارود من خلال قراره اقتراف الاغتيال، ويصعب تقدير ارتفاع ألسنة اللهب التي قد تنجم عن احتراقه. نتنياهو يعرف فيتراجع عن نوبة حماسته الحربجية ويعيد حساباته ويطلق بلاغات التهدئة. لا يعني هذا أن المحرّض اليميني نتنياهو يتصرف بمسؤولية، بل يصح التنويه الى أن غروره السياسي بلغ آخر أمدية حجمه، فاضطر للإحجام عن غزوته الكلامية الحربجية.

هذا كله يثبت مدى حماقة من أقدم على هكذا عملية تصعيدية مجنونة وحماقة من ظنّ في البداية مثله أن النتيجة ستكون قابلة للاستيعاب والامتصاص وأن الثمن لن يكون فادحا. الأحمق الثاني بدأ بالإدراك، أما الأول فيبدو أنه عديم الادراك، وسيجرّ ويلات حقيقية على منطقتنا وكذلك على "ولاياته"! كل هذا قبل أن ينقلع جيشه من هنا وهو ما بات، كما نقرأ التطورات، مسألة وقت.

أخبار ذات صلة