news-details

نتنياهو واردوغان رديفان مدمّران في سوريا!

يلتقي العدوان التركي على سوريا شمالا، مع العدوان الاسرائيلي عليها جنوبا. لقد عبر بنيامين نتنياهو بديماغوغيته المعهودة عن أسفه لقيام خصومه في "كحول لفان" بتشبيهه برجب طيب اردوغان، وبعيدًا عن هذه التراشقات، وذهابا نحو عمق واقع الحالة السورية، فإن الزعيمين الرجعيين الشعبويين في انقرة وتل أبيب هما ديفان لصيقان في دورهما المدمر ضد سوريا وشعبها.

لقد قال عدد من المعلقين العسكريين الاسرائيليين هذا الاسبوع أن هناك التقاء مصالح "نادر" بين المؤسستين الحاكمتين في تركيا واسرائيل، ونقلوا من دهاليز الحكم فرح مسؤولي اسرائيل بقيام تركيا بضرب حزب الله تحديدا، وفقا لادعاءاتهم. لكن الحقيقة مختلفة تماما. فهناك التقاء مصالح استراتيجي الطابع تقريبا بين الطرفين.

أصلا، لم يبدأ هذا التعاون الاسرائيلي-التركي ضد الكيان السوري برمته هذا الاسبوع ولا هذا الشهر. فقد انفلت النظامان كالضباع منذ عام 2011 بطريقة الحرب بالوكالة، بواسطة عصابات ارهاب وتكفير. كل كلامهما عن الشفقة على الشعب السوري والوجع على ما يتعرض له، هو كذب قذر وديماغوغية لئيمة، لذلك لم تكن صدفة أبدا أنهما تبنيا ودعما وسلّحا مرتزقة "القاعدة" تحت شتى مسمياتها، من "جبهة النصرة" وغيرها. 

تتصرف قوات الجيش التركي بأوامر نظام "السلطان" كجيش احتلال بكل معنى الكلمة، وكذلك كذراع بطش في خدمة مشاريع توسع وليس في خدمة واجب الدفاع عن الشعب التركي. هذا بالضبط ما يجري في الشمال السوري الآن. بالمقابل، بشكل مواز، يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي هجماته العدوانية داخل سوريا، منفذا عمليات اغتيال وتدمير. هذان الجيشان في سياق سوريا هما أشبه بفكي كماشة دموية واحدة؛ آلة حرب ما زالت تقترف الجرائم لكنها تواصل الفشل بتمرير مشاريعها ومشاريع أسيادها الامبرياليين.

أخبار ذات صلة