news-details

نتنياهو يجب أن ينقلع، أيضًا بسبب الكورونا!

لم يعد بوسع الحكومة اليمينية الانتقالية إخفاء حقيقة عجزِها عن مواجهة شتّى القضايا والمشاكل التي تفاقمت، أيضا، بسبب ازمة الحكم وفشل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة استيطانية عنصرية ستكون وظيفتها الأولى حمايته من المحاكمة في لوائح اتهامه بالفساد.

وقد جاء الخطر الجديد والجدي المتمثل بتفشي فيروس الكورونا ليدفع بالأمور نحو ذروة جديدة من التهديد. وقد كشفت مصادر ادارية ووظيفية في وزارة الصحة امس ان معالجة هذه القضية تشوبها معايير وقرارات هدفها خدمة مصالح سياسية. وكان هذا قد بدأ قبل الانتخابات الاخيرة حين رُفضت توصيات المستوى المتخصص والاداري بعزل عدد من المجموعات المهددة بالإصابة بالمرض تصل الى عشرات الآلاف، وتم الاكتفاء بعزل بضعة آلاف فقط، لأن هناك من كان يخشِيى خسائر في صندوق الاقتراع!

كذلك تبيّن أن مكتب رئيس الحكومة عينيًا ضغط لمنع إدخال العائدين من الولايات المتحدة الى وضعية العزل الصحي، ربما لان نتنياهو يريد اسداء معروف لحليفه الاستراتيجي دونالد ترامب الذي يبدو بوضوح الآن ان السياسة التي يتبعها والتي تعمّق تدمير جهاز خدمات الصحة الامريكي، شبه الغائب اصلا، ما يعني أن نتنياهو يُقامر (مرة اخرى) بحياة مواطنين هنا لخدمة زعماء شعبويين يمينيين متعصبين على شاكلته.

ويجب التوضيح في سياق الولايات المتحدة أن جهازها الصحي الذي لا يتمتع بخدماته المجالية أي مواطن امريكي قد خلق وضعًا كارثيًا لا يستطيع فيه المواطن الفرد التوجه لفحص ما اذا كان اصيب بالمرض، لان تكلفة الفحص باهظة. وحتى لو كان يملك تأمينا صحيا خاصا فانه مهدد بفقدان جزء كبير منه، وفي حال اكتشفت إصابته أو حتى وجوده في مجموعة مهدّدة فان الأمر قد يكلفه فقدان مكان العمل، لأن عدد أيام المرضية القانونية المتاحة امام الامريكي هي 7 ايام في السنة فقط، واذا ما تجاوزها فإما أن يدفع ذلك من جيبه وإما أن يجد نفسه يتسلم رسالة فصل من العمل.

عودة الى الوضع في البلاد، لقد حذّرت الجهات الادارية العليا في وزارة الصحة بأن بعض السيناريوهات تصوّر وضعًا يصاب فيه عدد كبير جدًا من المواطنين بالمرض، هناك قطاعات واسعة وإضافية في الاقتصاد ستتعطل، كل هذا ولا تقوم الحكومة عمليا بخطوات حقيقية لمواجهة الوضع الناشئ. ومن دون هذا الخطر كان يجب على نتنياهو أن يترك مقعد رئاسة الحكومة والحكم، فوجوده السياسي يحْمِل أصلا مخاطر انفجارات كبرى بسبب سياسات التوسع والاستيطان والضم والنيوليبرالية المتوحشة، والآن مع تفشي مرض الكورونا تتضاعف الحاجة والضرورة لإبعاد هذا السياسي المحرّض العنصري عديم المسؤولية والاناني عن دفة الحكم.

أخبار ذات صلة