news-details

هجمة أمريكية على الحق الفلسطيني

يصل الى المنطقة أواخر الشهر، بالأحرى يعود، مبعوثان للإدارة الأمريكية – راعية الاحتلال والاستيطان الاسرائيليَين – فيما سُمي تمهيدا للمبادرة الأمريكية، ولكن من نافذة "الاقتصاد". ومثلما أن "صفقة القرن" كلها ما زالت مبهمة بالتفاصيل (ومؤكدة بالتوجه العام، السيء)، فيجب التساؤل عن معنى هذا التمهيد الاقتصادي.

يقال هذا خصوصا لأن الجولة تطرق أبواب أنظمة بعينها هي: سلطنة عمان والبحرين والسعودية والإمارات وقطر. القاسم المشترك هنا هو "المستوى العالي" من التبعية لواشنطن. بالتالي هناك شبهة بالسعي لجعل هذه الأنظمة الطيّعة وسيلة للضغط على الشعب الفلسطيني وقيادته من جهة، وممرًا للتطبيع مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي.

لقد رشحت أكثر من مرة انباء عن رؤية أمريكية تقضي بأن تغيير العلاقات في المنطقة يجب الا تكون مشروطة بالتقدم على المسار الاسرائيلي-الفلسطيني. هذه ركيزة أساسية في السياسة الخارجية لليمين الاستيطاني الاسرائيلي. من هنا، فالخطر هو أن يستخدم الكاوبوي الأمريكي تلك "الجياد" غير الأصيلة في أنظمة التبعية، لغرض جر عربة التطبيع المجاني، وتشكيل ضغط على الفلسطيني، ليس كي "ينزع نحو السلام"، لا بالمرة، بل لينزع عنه مطالبه العادلة وحقوقه المشروعة.

هذا مُحال طبعا، لكنه يتطلب استعدادا فلسطينيا وعربيا – نقصد الشعوب وقواها الملتزمة بالحق الفلسطيني – لمواجهة شبه أكيدة قادمة. ربما سنصل ساعة لا تعود فيها البلاغات والسلوكيات المزدوجة المنافقة قابلة للاستمرار.. يبدو أن إدارة ترامب ستدفع بأنظمتها العربية التابعة الى اكبر مواجهة لها مع الشعب الفلسطيني ومع الشعوب العربية كلها.. هذا يتطلب أولا  والآن بيتا سياسيا نضاليا فلسطينيا موحدا! لم تعد هناك إمكانية لغير هذا، ولا حاجة لسكب كثير من الحبر لشرح الضرورة الطارئة لهذا!

أخبار ذات صلة