news-details

هجمة شرسة جديدة في القدس

 

تشن قوات الاحتلال، قوات نظام الاحتلال وحكومته، هجمة على مؤسسات فلسطينية في القدس، وذلك بعد أيام قليلة على اعلان موقف أمريكي رسمي جديد يدعم الاستيطان، اي يدعم الاحتلال الذي يتيح ويطلق من قمقم العداء والاستعلاء هذا المشروع الذي يشكل تكريسا لسياسة التوسع، ويجسّد جريمة حرب.

لقد سارعت الاحزاب المؤيدة للاستيطان الى الترحيب بالموقف الأمريكي الذي يلتقي بوضوح مع جريمة الحرب. كان بينها الحزبان الكبيران المتنافسان على السلطة. لا فروق بينهما في هذه القضية المصيرية عالية الأهمية. وبالطبع لا يُتوقع من هؤلاء سوى ترحيب مماثل بالهجمة الأخيرة على القدس الشرقية المحتلة، فهم أصلا من المتعصبين لما يسمى "القدس الموحدة"، أي لتكريس احتلال القدس الشرقية ورفض الاعتراف بها عاصمة لدولة فلسطين، التي يفترض وفقا للقرارات الدولية أن تقوم مثلما قامت دولة اسرائيل.

هذا التمادي الاحتلالي الاسرائيلي يجد له محفزا ومحركا ودافعا ليس في السياسة العدوانية الأمريكية المنهجية فقط، بل أيضا في مواقف الأنظمة العربية التي تدور في فلك الأخيرة وتأتمر بما تشير اليه مصالحها في الاستغلال والهيمنة. ولا تخدع البيانات الشفهية منها والمكتوبة عديمة الوقع والأثر والقطران أحدًا. هذه طالما لم ترافقها خطوات فاعلة ضاغطة، أي حقيقية في مفاهيم عالم السياسة، ستظل مجرد ترجمة دقيقة لتعبير "الضريبة الكلامية". فأصلا لولا خنوع هكذا أنظمة وتقديمها خدمات مجانية - بل حتى خدمات مدفوعة الثمن من قبل مقدم الخدمات نفسه، ويا للمفارقة والعبث - لما تجرأ ليس فقط الاحتلال الاسرائيلي على تصعيد التنمر والتجبّر، بل لما جرؤت الادارة الامريكية بكامل جبروتها على المضي في غي انحيازها للاحتلال.

لكن القدس مثلما هي القدس. تمهل وتصمت وتتأنى لبعض وبضع الوقت، لكنها حين تدرك أن المحتل وصل حدّه وتمادى، لا يستغرقها وقت أبدا حتى تقوم وتنتفض وتعيد الأمور الى نصابها المؤقت - ريثما تسقط عنها كسائر شقيقاتها تسلط وموبقات الاحتلال المجرم وتتسجل بأحرف من نور: القدس عاصمة فلسطين. 

أخبار ذات صلة