news-details

واجبنا صدّ المستوطنين عنّا وعن سائر شعبنا

 

ينبغي تكثيف الحوار الصريح وغير المجامِل مع جميع شرائح مجتمع الجماهير العربية عن أن عدم المشاركة في الانتخابات وانخفاض نسبة التصويت بشكل حاد، ستشكل ربحًا صافيًا لليمين الاستيطاني تحديدًا، سواء كان جزءًا من حكومة مقبلة أم لا. وبغضّ النظر، الآن، عن هوية الحكومة القادمة، يجب طرح السؤال بجديّة ومسؤولية عما إذا كانت مصلحة الجماهير العربية هي صد التضخّم الكاسح في قوّة اليمين الاستيطاني، أم التغاضي عن ذلك والقول "هذا لا يهمنا"..!

ولا تقتصر أهمية السؤال على تأثير ذاك التضخّم الكاسح في قوة هذه الفئات العنيفة العدوانية العنصرية على جماهيرنا العربية التي تحمل صفة "المواطنة" فقط، بل إن المسؤولية والواجب والأخلاق تقتضي كلها التفكير بهذا الأمر فيما يخص تأثيره البشع على حياة أهلنا في الضفة الغربية المحتلة، الذين يواجهون يوميًا (يوميًا!) انفلات غلاة الاستيطان وإرهابييه وزعرانه عليهم في بيوتهم وحقولهم وكرومهم وفي الشوارع العامة بين مدن وقرى الضفة.

إن كل تضخّم في قوة حركات وأحزاب ومجموعات الاستيطان داخل الكنيست ستنعكس ليس فقط بمزيد من الانفلات العنصري الفعلي على جماهيرنا العربية هنا، بل ستشكل قوّة دفع حقيقية لتصعيد الانفلاتات الدموية الإرهابية ضد أهلنا في الضفة. وهذا كما أسلفنا بغض النظر ما إذا كان هؤلاء في الحكومة أو في المعارضة.

على نحو متصل، يجب التوضيح أنه لا يوجد فراغ في السياسة، وإذا قررت أقسام واسعة من جماهيرنا عزل نفسها عن التصويت فإن هذا الفراغ سيملؤه عنصريون فاشيون متعطشون لمراكمة قوتهم وتأثيرهم، ولمضاعفة مخططاتهم للتوسع والاكتساح - ليس في الخليل والقدس والأغوار فقط، بل في اللد وعكا وسائر المدن التاريخية! يجب أن يفهم كل واحدة وواحد منّا هذا. وأن صدّ هؤلاء يتم بالنشاط السياسي والفعل الرادع، وهذا يشمل، ولا يقتصر طبعًا، على تقوية التمثيل والحضور العربي مع الحلفاء الشركاء اليهود التقدميين، في مركز السياسة ومنصتها الأبرز، الكنيست، بواسطة التصويت.

هذه مسائل لا تحتمل اللامبالاة ولا الترف، مع الاحترام الكامل لكل الآراء. لكن الحياة تخضع لموازين المهم والأهم، خصوصًا إذا كان الأمور تصل مراحل الخطر، لا بل خطر التصعيد وسفك الدم!

أخبار ذات صلة