news-details

واشنطن تحت سطوة المستوطنين


لم يعُد ما يُحرج العصابة المسيطرة على البيت الأبيض في واشنطن، في توغل العلاقة مع حكومة المستوطنين الإسرائيلية. وقد سجل الصهاينة الأميركيون أمس الأحد، قاعا جديدا في حضيض سياساتهم، المتواطئة مع جريمة العصر: الاحتلال الإسرائيلي.
فقد شارك السفير ديفيد فريدمان، ومعه مبعوث واشنطن للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، في عربدة عصابة المستوطنين "إلعاد"، في ضاحية سلوان في القدس المحتلة، أو وفق تسميتهم، "حفل تدشين درب الحجاج". وهو قطعة من الأراضي التي استولت عليها عصابة المستوطنين بدعم من حكومتها، بزعم أنه الطريق نحو هيكل سليمان المزعوم، فيما أكدت صحيفة "هآرتس" أن اثنين من المسؤولين في سلطة الآثار التابعة لحكومة الاحتلالـ انتقدا تلك الحفريات، التي أحدثت تشققات في بيوت سلوان الفلسطينية. وهناك من شكك في أن تكون هذه الطريق، منذ أيام قيصر الرومان هيرودوس، بحسب مزاعم المستوطنين.
ويتبين أن ما جرى أمس الأحد، هو مسيرة عربدة واستفزاز في حي سلوان المنكوب، لأن ما يسمى "حفل التدشين" كان قبل عامين ونصف العام، بمشاركة وزيرة "الثقافة" العنصرية المتطرفة ميري ريغيف. إلا أن عصابة "إلعاد" تريد ابراز عضلاتها بإسناد من مبعوثي واشنطن الى المنطقة.
قلنا منذ سنين طويلة، أن لا شرعية لما تسمى "الوساطة الأميركية"، فكل الإدارات الأميركية خادمة للمشروع الاستيطاني من حيث الجوهر، رغم كل ما كنا ما نشهده من مسرحيات سياسية. ولكن الإدارة الحالية، بزعامة دونالد ترامب، سجلت قاعا أشد عمقا وخطورة في حضيض السياسة الأميركية. 
والممارسات الأميركية في العامين ونصف العام الأخيرة، تؤكد أن عصابات المستوطنين الصهيونية الاستيطانية، وداعميها من صهاينة وحيتان مال أميركيين، قد أطبقت سطوتها على مقاليد الحكم الأميركي، في كل ما يتعلق بالسياسات الخارجية، إذ أن العربدة الأميركية منفلتة ليس فقط فيما يخص القضية الفلسطينية، وإنما في كل الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم. 
ولربما سنحتاج لسنوات أخرى، حتى تتكشف خفايا حالية، مثل أن تكون الأذرع الصهيونية قد طالت مناطق أخرى في العالم، خدمة للمشروع الصهيوني، في إطار خدمة المصالح الإمبريالية في العالم.

"الاتحاد"
أخبار ذات صلة