news-details

واشنطن شريكة في تشكيل الحكومة!

 

يمكن الافتراض بناء على عدد من المعطيات أن الإدارة الأمريكية تتدخل في تشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة، وذلك باتجاه دفع الأمور نحو ما تعتبره حكومة قوية قادرة على اتخاذ قرارات قد توصف في اسرائيل الرسمية بشتى أحزابها السلطوية على أنها "قرارات قاسية وتنطوي على القيام بتنازلات مؤلمة" بموجب زعم الجهات نفسها. والمقصود هو انسحاب اسرائيل، ربما حتى الشكلي الظاهري فقط، من أجزاء محدودة في الضفة الغربية المحتلة.

وبالطبع فواشنطن وفقا لهذه التقديرات تضغط لتشكيل حكومة ما يسمى وحدة قومية، لخدمة مصالحها هي، وليس "من أجل اسرائيل" ولا "من اجل الشعب اليهودي ومصيره"، كما ستزعم طبعا. فهذا أيضًا غطاء ديماغوغي-تسويقي يأتي ليخدم ماكينة الهيمنة والنهب. ودور اسرائيل الرسمية وشكل حكومتها هنا هو وسيلة لتحقيق تلك الغاية.

أول المؤشرات على هذا فكان امتناع دونالد ترامب عن الاتصال بنتنياهو فور اعلان نتائج الانتخابات وقوله: "علاقاتنا مع إسرائيل وسنتابع ما سيأتي". أما مستشار بعض وزراء الخارجية الأمريكيين السابقين للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، آرون ديفيد ميلر، فقال: "ترامب لا يهتم إلا بانتخابات واحدة وهي ليست الانتخابات التي يشارك فيها نتنياهو".

كذلك، فإن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جيسون جرينبلات الذي التقى بنيامين نتنياهو، الجمعة، أعلن بوضوح ان الاجتماع يهدف إلى تبادل تفاصيل (صفقة القرن) مع "الشخص الذي سوف يقود الجانب الإسرائيلي في المفاوضات في حال تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل". هذه رسالة أمريكية مباشرة وتلتقي مع ما كانت أعلنته السفارة الامريكية في إسرائيل عن ان جرينبلات "سيقوم بمحادثات مع أحزاب مختلفة في إسرائيل لنقاش العلاقات الامريكية الإسرائيلية وقضايا المنطقة وخطة السلام الامريكية".

هذا كله يطرح سؤالا صعبا على ما ينتظر الشعب الفلسطيني من محاولة فرض صفقة تتضمن سلبا ونهبًا لحقوق فلسطينية مادية ومعنوية ورمزية! ويتطلّب (كم مرة بعد الألف سنقولها؟!) موقفا فلسطينيا موحدا ومسؤولا يرتقي الى خطورة الساعة، من بين أنقاض التفتّت وحطام الانقسام وعاره.

أخبار ذات صلة