news-details

اضراب عمال المصافي في فرنسا انطلق بسبب غلاء المعيشة| جهاد عقل

عندما باشرت النقابات العمالية الفرنسية الإضراب في مصافي النفط وشركة "توتال اينيرجز" الإضراب يوم 27 أيلول/ سبتمبر الأخير، أعلنت النقابات العمالية وعلى رأسها نقابة "الإتحاد العمالي العام "CGT)  اليساري بأن سبب الإضراب هو الأجور وتآكلها في ظل الغلاء الفاحش الذي يجتاح فرنسا خاصة واوروبا عامة كما هو الأمر في العالم، مما أدى الى فقدان القوة الشرائية للعمال على مختلف مهنهم، بل ومعاناتهم من ظاهرة الفقر التي بدأت تنال مختلف مناحي حياتهم، بكل ما يتعلق من تكلفة المعيشة، وعندما أطلق العمال إضرابهم طالبوا بعلاوة أجور لا تقل عن 10% بينما اقترحت ادارة شركة "توتال اينيرجز" علاوة أجر بنسبة 3,5% فقط، الأمر الذي رفضته النقابات العمالية، فباشرت بالإضراب.

سبق ونشرنا عن مواقف النقابات العمالية في الإتحاد الأوروبي بما يتعلق بغلاء المعيشة وتآكل القيمة الشرائية للأجور، وأن النقابات حذرت الإتحاد الأوروبي من بأن استمرار الوضع سيؤدي الى أزمة تشغيلية قد تؤدي الى الإضراب، لكن الحكومات الأوروبية وعلى رأسها الإتحاد الأوروبي منشغلة بوضع تعديل لقانون العمل تقلص فيه حق النقابات في الإضراب.

الأزمة المعيشية وغلاء المعيشة وشحة مصادر الطاقة في ظل النزاع الروسي الأكراني، وفرض حظر استيراد الغاز والنفط من روسيا وفق الإملاءات الأمريكية على دول الإتحاد الأوروبي، كلها زادت من عمق الأزمة، وتواصل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، لم يعد يتحمله العمال والشرائح المُستضعفة، وبالمقابل تحاول الشركات متعددة الجنسية وغيرها بدعم من الحكومات تقليص الأجور، متلفعة بستار هش هو أن الاقتصاد يمر بأزمة خانقة، كل ذلك على حساب العمال، مما أثار حفيظة النقابات العمالية عامة والفرنسية خاصة، فانطلق الأضراب في فرنسا في المنطقة الحساسة، أي في مصادر النفط والطاقة، وهذا يعتبر مصدر قوة للنقابات، وعندما حاولت الحكومة وادراة كارتيل الطاقة "توتال اينيرجز" القول بأن هناك أزمة ولا يمكن رفع الأجور بنسبة تتعدى ال 3,5% طالبت النقابات بعلاوة أجور لا تقل عن 10% واجراء تعديلات اخرى في اتفاقيات الأجور، ليستطيع العمال مواجهة موجة الغلاء الفاحش، اعلنت النقابات أن الشركة أعلاه بلغت أرباحها الأخيرة 5,7 مليار دولار، فعن أية أزمة يتحدثون؟

وفي تصريح للنقابي تياري ديفرسن من الاتحاد العمالي العام (سي جي تي) والعضو في اللجنة النقابية ل"توتال-إينيرجيز اوروبا"، صرح به لوكالات الأنباء بعد اجتماع عقد مقر المجموعة بخصوص اقتراحات إدارة الشركة لفك نزاع العمل بأنه يرفض " رفض قاطع " لما تقترحه الشركة وهو عرض مالي اعتبره الوفد المفاوض بأنه بخس، خاصة وأن الحكومة الفرنسية تواصل الوقوف الى جانب الشركة وترفض مطالب العمال، وحاولت استعمال البوليس لكسر الإضراب وفي آخر تصريح لرئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن قالت فيه أنها قد تستخدم صلاحيات تخولها إجبارهم على العودة إلى العمل لتخفيف شح الوقود الناجم عن تحركهم. وخرجت أربع من مصافي فرنسا السبع ومستودع واحد عن الخدمة، بعدما رفض العمال العرض المالي الذي قدمته شركة "توتال إينرجيز" الرائدة في قطاع المحروقات.

هذا التصريح دفع النقابات خاصة نقابة السي.جي. تي الى تصعيد النضال والمظاهرات اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء.

ربما استطاعت ادارة الشركة شق موقف النقابات العمالية حيث وافقت اثنتان منها على اقتراح الشركة (وهي نقابات إصلاحية) لكن على ما يبدو أن القوة النقابية المركزية في النضال واكثرية العمال المنتسبين لهاتين النقابتين لا يوافقون على مواقف القيادة، واضح أن الأمور تتطور باتجاه مواصلة النضال، بالرغم مما تحاول نشره وسائل الإعلام الداعمة للموقف الحكومي وقولها بأن ظواهر "غضب" بدأت تظهر بين المواطنين بسبب شحة وجود الوقود في السوق الا أن الوضع النضالي ما زال قائماً، وهناك من يتوقع أن استمرار هذه التحركات النضالية قد تؤدي الى زعزعة قيادة مكرون لفرنسا.

 

//اتحاد النقابات العالمي يدعم اضراب عمال المصافي الفرنسية

 

اتحاد النقابات العالمي، الذي يمثل 105 مليون عامل عبر 130 بلد حول العالم، عبر عن دعم عمال المصافي الفرنسية ونقاباتهم ال FNIC و CGT، عضو اتحاد النقابات العالمي، التي تقود هذا النضال البطولي منذ ثلاثة أسابيع ضد الشركات الاحتكارية الكبرى توتال واكسون موبيل.

وقال: العمال في المصافي الفرنسية يقومون بنضال قوي ومثالي، بينما شركات النفط الكبرى الاحتكارية تدفع المليارات من اليورو كحصص أرباح لحاملي الأسهم، وبنفس الوقت ترفض رفع أجور العاملين. عمال المصافي يؤكدون انه فقط عن طريق الاضراب والنضال بالإمكان اجبار المدراء على تلبية مطالبهم.

اتحاد النقابات العالمي يدين قرار الحكومة الفرنسية الوحشي، لتنفيذ حملات للشرطة ضد المضربين لفك الإضراب!

نذكركم أن حملات فك إضراب العمال في هذا القطاع من قبل الحكومة الفرنسية في عام 2010 قد أدانته منظمة العمل الدولية، بعد مناشدة من قبل النقابات الفرنسية FNIC CGT.

يدعو اتحاد النقابات العالمي أعضاءه في جميع أنحاء العالم للتعبير عن دعمهم لعمال المصافي الفرنسية المضربين و FNIC CGT وإدانة هجوم الحكومة الفرنسية على حق رفاقنا في الإضراب في المصافي الفرنسية.

يعيش إضراب المصافي الفرنسية، ويعيش FNIC CGT، ولا لحملات ضدهم!

بامبيس كيريتسيس

الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي

 

أخبار ذات صلة