news-details

اليونان: احتجاجًا على الغلاء والتورط في الحرب الإمبريالية

 تجاوبًا مع نداء النقابات العمالية المنضوية ضمن صفوف جبهة النضال العمالي "بامِه" ومنظمات العاملين لحسابهم الخاص وحركات نسائية وشبابية، تظاهر عشرات الآلاف من جماهير الشعب، يوم الأربعاء الماضي في أثينا وسالونيكي وباترا وفي العديد من كبرى مدن البلاد.

ورفعت شعارات على حد السواء في التجمع الإضرابي الذي "أغرق" ساحة السيندغما في أثينا خارج البرلمان اليوناني، كما في التظاهرات الأخرى في بقية أنحاء البلاد، مطالب ضد الغلاء ومن أجل توقيع اتفاقيات عمل جماعية، وزيادة الرواتب، وضد تورط اليونان في الحرب الإمبريالية.

هذا وكانت مواقع العمل الكبيرة وقطاعات هامة كالنقل والمواصلات قد تعرضت للشلل. حيث ألغى العمال في الممارسة قانونًا -مسخًا كانت حكومة حزب الجمهورية الجديدة قد أقرته مؤخرًا وهو الذي يُضيف المزيد من العقبات أمام الحق في الإضراب، و "يُثري" قانونًا مقابلًا كانت قد سنته حكومة سيريزا السابقة.

وكان فالسَموس سيريغوس، الأمين العام لاتحاد عمال البناء قد أعرب من على منبر التظاهرة اﻹضرابية في أثينا، عن مواصلة تصعيد النضال من أجل حياة كريمة، وقال في كلمته: "إن ليوم اﻷول من أيار\مايو العمالي القريب أهميته الخاصة، لأن شعبنا يُختبر من شدائد حرب إمبريالية جديدة ويدفع ثمنًا باهظًا، ثمن أرباح مجموعات اصحاب رؤوس الأموال. ومع ذلك، ونقول لهؤلاء أننا لن نقف بجانب نهبهم لأموال الشعب بل إننا نقف بجانب الشعوب ضد الفقر والحرب واللجوء والاستغلال".

كما أشار نائب رئيس اتحاد جمعيات الحرفيين في أتيكي، ذيميتريس فيتاليس، في سياق كلمته إلى: "إننا متواجدون هنا، مع العمال من أجل الدفاع عن الدخل الشعبي. ونطالب بما هو بديهي. أن نكون قادرين على العمل في متاجرنا، لكي تعيش عائلاتنا بكرامة (...) إن النضال الذي نخوضه ليس نضالنا فقط، إننا لا نكافح من أجل أنفسنا فقط. إن مطالبنا تهم الشعب بأسره".

في غضون ذلك، أعرب فاسيليس بابايورغِّيو، عضو إدارة اتحاد العاملين في صناعات الحليب -المشروبات والأغذية، عن مطلب اتخاذ تدابير هنا والآن من أجل حماية الدخل من الغلاء الذي يستنفذ الرواتب خلال أول عشر أيام من الشهر.ذيميتريس كوتسوباس: خطوة مهمة في تصعيد صراع الحركة العمالية الشعبية.

 وكان قد حضر الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس، التحرك الإضرابي في أثينا في ساحة السيندغما، حيث أدلى بالتصريح التالي لوسائل الإعلام:

"إن إضراب اليوم على المستوى الوطني يشكل خطوة مهمة في تصعيد صراع الحركة العمالية الشعبية على الجبهات الهامة للغلاء و حماية الدخل الشعبي واتفاقيات العمل الجماعية وجبهة زيادة الرواتب، وبالتأكيد على جبهة مناهضة الحرب الإمبريالية ومشاركة اليونان بها. وبإمكانه أن يشكل محطة إضافية في تعزيز العمل المشترك لعمال وموظفي القطاعين العام والخاص، ولكن أيضًا للمهنيين العاملين لحسابهم الخاص والعلماء والمزارعين والطلاب ونساء العائلات الشعبية. إننا نواصل الصراع بزخم".

اعتداء للشرطة على مظاهرة سالونيكي

 عقب العملية العسكرية الروسية في اكراينا، تتصدُّر قوى الحزب الشيوعي اليوناني والشبيبة الشيوعية اليونانية في تنفيذ تحركات كبيرة مناهضة للإمبريالية في الموانئ والمدن، ضد وجود قواعد للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وضد عبور قوى الناتو لليونان، وبنحو أشمل ضد الحرب الإمبريالية ومشاركة البلاد بها. حيث كانت فعاليات مماثلة قد أقيمت مؤخرًا في بيرياس وألكسندروبوليس ولاريسا وفي قاعدة سوذا في كريت وأماكن أخرى.

هذا وكان التجمع اﻹضرابي الجماهيري في سالونيكي أدان تورط البلاد في الحرب اﻹمبريالية، قد تحوَّل إلى مسيرة نحو ميناء المدينة، بعد تنفيذ "وقفة" أمام القنصلية الأمريكية ورابطة الصناعيين اليونانيين. وعند وصول المظاهرة إلى الميناء، سُمع بصوت عالٍ هتاف: "سالونيكي ميناء للشعوب، لا ميناءٌ انقضاضيٌ للإمبرياليين".

هذا وتعرض التحرك في الميناء لعدوان عنيف وغير مبرر من قبل قوى القمع، وأعقب ذلك إجراء اعتقالات غير مبررة لثمانية متظاهرين، بينهم عضوان للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، مع إصابة أحدهم بإصابة خطيرة حيث جرى نقله للعلاج في المستشفى، كما وأصيب أيضًا عضو من المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية اليونانية.

وفي أعقاب هذه التطورات، أجريت تحركات جديدة للنقابات في أثينا وسالونيكي ضد القمع وطالبت بالإفراج عن المتظاهرين المعتقلين. وكان وفد للحزب الشيوعي اليوناني تضمن أعضاء من المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية ونوابًا عنه، قد شارك في التحرك خارج مقر وزارة حماية المواطن.

وكانت النقابات قد وضحت خلال تحركها بأنها: "لن تتراجع. ولن ترضخ لجو الترهيب".

تحت ضغط الحركة العمالية الشعبية، تم الإفراج عن المناضلين الثمانية في صباح 7 نيسان\أبريل، مع قيام النيابة بتحديد تاريخ محاكمة عادية لهم في 15 حزيران\يونيو، واتهامها الثمانية بالعصيان وإطلاق سراح سجين، وإلحاق الضرر بممتلكات أجنبية، وممارسة عنف ضد موظفين. وسحبت الاتهامات الاستفزازية التي وجهت إليهم يوم أمس بانتهاك قانون الأسلحة وحيازة قنابل مضيئة وكذلك استخدام السلاح، حيث كانت هذه التهم ملفقة بنحو صارخ.

أخبار ذات صلة