news-details

بعثة منظمة العمل الدولية لتقصي أوضاع العمال في الأراضي العربية المحتلة

قامت بعثة منظمة العمل الدولية لتقصي أوضاع العمال في الأراضي العربية المحتلة بزيارة الى المناطق المحتلة واسرائيل يرأس البعثة فرانك هاجمان من كبار المسؤولين في منظمة العمل الدولية، من أجل إعداد تقريرها السنوي حول أوضاع العمال في سوق العمل الإسرائيلي وفي ظل الاحتلال.

وقام اعضاء البعثة بالاجتماع مع عدد من المسؤولين في الجانبين العربي والإسرائيلي، وفي اجتماعها مع وفد الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بمدينة نابلس صدر عنه البيان التالي:

"طالب الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد وقيادة الاتحاد خلال استقبال بعثة منظمة العمل الدولية السنوية لتقصي الحقائق حول أوضاع العمال في الأراضي العربية المحتلة بضرورة اتخاذ إجراءات فعلية لمساعدة العمال ضد الانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الطبقة العاملة والشعب الفلسطيني بشكل عام".

وقال سعد إن "وفد تقصي الحقائق المبعوث من منظمة العمل الدولية لزيارة فلسطين له أهمية كبيرة فهو سيعرض تقريره لمدير عام منظمة العمل الدولية (جي رايدر) في مؤتمر العمل الدولي القادم الذي سيعقد عند بداية شهر حزيران في قصر الأمم المتحدة بجنيف".

واوضح سعد أن هذا التقرير سيتناوله كل ممثلي دول العالم بأطرافه الثلاثة (عمال، واصحاب عمل، وحكومات) وسيتم التعقيب على هذا التقرير.

وذكر سعد عدد وفيات العمال الذين بعام 2022 وصل عددها الى الآن (40) عامل بسبب حوادث العمل، والتي يتحمل مسؤوليتهم أرباب العمل وحكومة الاحتلال في الداخل المحتل.

واضاف سعد أن حكومة الاحتلال تتنصل من دفع حقوقهم ولا تعترف حتى بوفاتهم ضمن المخالفات الكبيرة التي يقومون بها، ونحن بدورنا ننظر باحترام الى منظمة العمل الدولية في تطبيقها للمعايير والاتفاقيات الدولية ومن الضروري وضع اجراءات ترافق التقرير للتمكن من وقف كل الانتهاكات التي تطال العمال والطبقة العاملة الفلسطينية سواء بالأراضي المحتلة عام 1948 أو بالمستوطنات الأمر الذي سيتم اثباته من خلال الزيارة للحواجز العسكرية للنظر الى كل ما ذكر على أرض الواقع. .

وطالب سعد منظمة العمل الدولية بالمساعدة لإيجاد قانون عمل عصري يتماشى ويتلاءم مع اتفاقيات العمل الدولية التي ينظرون اليها العمال في فلسطين أنها الطريق للعدالة ككل عمال العالم.

وبدوره عبر كبير مستشاري سياسة المعايير بمنظمة العمل الدولية (تيم دي ماير) عن سعادته لزيارة فلسطين وقال إن زيارة الوفد تهدف لإعداد تقرير للمجتمع الدولي حول اوضاع العمال في فلسطين للاطلاع عليه وايجاد الحلول في مؤتمر شهر أيار،

حضر اللقاء الى جانب وفد تقصي الحقائق أعضاء الأمانة العامة محمود حواشين، ورئيس الدائرة القانونية أ. محمد البدري، ورئيس دائرة الأبحاث والاستراتيجية ساهر صرصور، وأمناء سر المجالس بالاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وممثل منظمة العمل الدولية في فلسطين منير قليبو، ومديرة المشاريع رشا الشرفاء وتم التشاور حول أبرز المعيقات التي يتعرض لها العمال بكل مناطق العمل في فلسطين، وحول تعديلات قانون العمل التي يتم النقاش حولها بين أطراف الإنتاج الثلاثة”.

كما اجتمع أعضاء البعثة مع وزير العمل الفلسطيني نصري ابو جيش في مكتبه برام الله حيث استعرض أمام اعضاء البعثة أوضاع العمال الفلسطينيين ومما قاله لهم: "ان ظروف العمل التي يعمل فيها العمال الفلسطينيين لدى المشغلين الإسرائيليين تفتقر إلى شروط السلامة المهنية، ما يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر، حيث وصل عدد الوفيات من عمالنا إلى 37 حالة لعام 2021، مشيرا إلى أن إسرائيل تتعامل بنوع من الانتهاكات المتعمدة مع ملف العمال الفلسطينيين".

وأشار الوزير أبو جيش أيضًا إلى ظاهرة سماسرة التصاريح والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية لمكافحتها والحد منها بتجريمهم وملاحقتهم ومحاسبتهم قانونيًا، لافتًا إلى أن الجانب الإسرائيلي يقوم بغض النظر عنها بهدف عدم التواصل مباشرة مع السلطة الفلسطينية ووزارة العمل وإلغاء أي دور لها في عملية الإشراف والتنسيق لتشغيل العمال داخل الخط الأخضر وفق اتفاق باريس الاقتصادي.

كما أضاف الوزير أبو جيش أن إسرائيل ترفض تحويل الأموال المتراكمة للعمال الفلسطينيين منذ العام 1970 وحتى الآن والتي تصل إلى مليارات الدولارات، داعيًا منظمة العمل الدولية إلى المساعدة في تحصيل المستحقات المالية لعمالنا، والمساهمة في التوقف عن الاقتطاع الاسرائيلي من أموال المقاصة لأثرها السلبي على الاقتصاد الفلسطيني.

وقال الوزير أبو جيش أن المطلوب من عمل بعثة تقصي الحقائق في فلسطين وتقريرها، ليس تقديم تقرير وصفي وتوثيقي للانتهاكات فقط، بل يجب وضع آليات فاعلة وناجعة لتنفيذ توصياته وإدراجه على جدول أعمال مؤتمر العمل الدولي من أجل تغيير ملموس على أرض الواقع، واقتراح حلول عملية لمشاكل العمال ومعاناتهم.

من جانبه، قال هاغمان أن بعثة تقصي الحقائق تعمل منذ عام 1980 على توثيق معاناة العامل الفلسطيني داخل الخط الأخضر والانتهاكات المرتكبة بحقه، والمعيقات التي تخنق سوق العمل الفلسطينية بسبب الممارسات الإسرائيلية، حيث سيتم نشر نتائج البعثة ضمن ملحق تقرير المدير العام السنوي لمنظمة العمل الدولية عن وضع عمال الأراضي العربية المحتلة، لعرضه في مؤتمر العمل الدولي في جنيف. والتقى أعضاء البعثة الدكتور أحمد مجدلاني وزير الشؤون الاجتماعية في مكتبه برام الله.

وكان أعضاء البعثة قد اجتمعوا ايضًا مع ممثلي الجانب الإسرائيلي من نقابات ووزارات وممثلين عن الجمعيات المدنية، كما يعقد اعضاء البعثة لقاء لهم مع الجانب العربي السوري لبحث اوضاع العمال في الجولان المُحتل، ويتوقع أن تقدم البعثة تقريرها لمؤتمر منظمة العمل الدولية القريب.

أخبار ذات صلة