news-details

صفحات من تاريخ الحركة النقابية الفلسطينية

نتابع نشر تفاصيل انعقاد المؤتمر الأول ل"جمعية العمال العربية الفلسطينية" وفق ما نشرته الصحافة الفلسطينية يومها، كما سوف نتطرق في حلقات قادمة الى النقاش الذي افتعله البعض، بما في ذلك توجيه تهم "التخوين" للنقابيين العرب، واتهامهم بتهم كاذبة بعيدة عن واقع نشاطهم، في محاولة من تلك الجهات المعادية للوحدة العمالية الطبقية، إفشال الحراك النقابي العربي الفلسطيني والتشكيك بمصداقيته. الغريب أن هذه الجهات اعتمدت في توجيه تلك التهم للنقابيين العرب على "مصادر صهيونية" وعلى صحافة تلك الحركة، مع أن من يتابع ما نشرته الصحافة الصهيونية يومها، مناف لما قام به بعض كتبة تلك الصحافة من تدبيج مقالات وافتتاحيات صحفهم مدّعين بأن المؤتمر النقابي العربي الفلسطيني خارج عن الإجماع الفلسطيني، وما سننشره لاحقاً من تلك الإدعاءات سيكشف للقارئ بأن موقف أولئك الكتاب وتلك الجريدة ما هو الا موقف عدائي مناهض للموقف النقابي الذي يهدف الى توحيد الطبقة العاملة العربية الفلسطينية والدفاع عن حقوقها والغريب أن تلك هؤلاء الكتبة قاموا بالتحريض على ما جاء في قرارات المؤتمر بإصدار جريدة للعمال تنطق بلسانهم !!، ونفتتح هذه الحلقة بنقل خبر حول المؤتمر نشرته جريدة "الكرمل" وحلقة أولى لتفاصيل المؤتمر عن صحيفة "فلسطين" التي خصصت عدة حلقات لهذا المؤتمر كما ذكرت هذه الصحيفة أنه طُلب من عضو منظم في الحزب الشيوعي غير مندوب كان حاضراً الجلسة مغادرة القاعة وهذا ما حدث، وهناك من قام بتدبيج مقال عن هذا الحادث للتشكيك بمصداقية عقد المؤتمر وتنظيم العمال العرب في فلسطين، سنأتي على هذا الموضوع في حلقة قادمة.

(جهاد عقل)

 مؤتمر العمال الأول

انعقد مؤتمر العمال الأول مساء السبت ليلة الحد ويوم الحد في نادي جمعية الشبان المسلمين بحيفا فحضره 59 مندوباً عن مختلف مدن فلسطين وانتخب السادة محمد قليلات رئيساً وطاهر فرحي نائباً ورشاد ابو غربية وعيد سليم سكرتيرين وتليت فيه خطب مختلفة وصفت فيها حالة العمال وحاجتهم الى التنظيم والحماية وتحديد أوقات العمل والتضامن وإنتخبت لجنة تنفيذية لتعمل لهذه الغايات الطيبة.

وقد تجلت فيه الحماسة والنشاط فنرجو أن يكون عمال العرب قد إنتبهوا لتنظيم شؤونهم وأن تدب الحياة العملية في جميع عناصر الأمة العربية.

(جريدة الكرمل 14/1/1930 ص4)

المؤتمر الأول لجمعية العمال العربية

مؤتمر العمال العرب

لمندوب فلسطين الخاص

عقد بحيفا مساء السبت في 11 الجاري مؤتمر العمال العرب العام الأول في نادي جمعية الشبان المسلمين وقد حضرته وفود من القدس ويافا ونابلس واللد والرملة والناصرة وعكا وشفاعمرو ولفتا.

الجلسة الأولى

حالة العامل العربي والاجنبي

وبعد تلاوة أسماء الحاضرين وتسجيلها قام السيد محمد على قليلات عضو جمعية العمال العربية الفلسطينية بحيفا وإفتتح الجلسة بخطاب بيّن فيه حركة العمال العالمية وحركة العمال بفلسطين وإستشهد بعمال إنكلترا وكيف يتناول العاطلون منهم أجوراً والمصابون أثناء العمل مكافآت ثم أتى على ذكر النقابات المؤلفة في الأقطار الشرقية كالهند والصين وإستخلص من كل ذلك أن حركة العمال يجب أن يديرها العمال انفسهم وان العمال بعد ان نظموا صفوفهم لم يعودوا يكتفون بإدارة الحركات الإقتصادية، بل تولوا الحركات السياسية.

ومن ثم أظهر بالأرقام أن عدد عمال فلسطين 70 ألفاً 50 ألفاً منهم عرب والباقون يهود ومن العمال العرب 15 ألفاً عامل في الفلاحة تتراوح أجورهم بين 7 و 15 غرشاً و7 آلاف عامل في الفبارك ومعامل النجارة والحدادة تتراوح اجورهم بين 3 و10 غروش و3 آلاف عامل في السكك الحديدية تتراوح أجورهم بين 10 و15 غرشاً والفا عامل في المرفأ تتراوح أجورهم بين 10 و15 غرشاً و4 آلاف عامل بين سائقي سيارات وحمالين تتراوح أجورهم بين 5 و 20 غرشاً.

ثم أتى على ذكر أجور العمال اليهود فأظهر بالأرقام أن أصغر عامل عندهم يتناول أجراً يومياً يتراوح بين 17 و20 غرشاً لعمل ثماني ساعات بينما العامل العربي يشتغل 12 و 14 ساعة وأن لليهود نقابات وجمعيات تحافظ على حقوقهم ومصالحهم في حالة العمل والبطالة في حين ان العاطلين العرب يتضورون جوعاً ويقاسون كافة أنواع الشقاء وتكون آخرتهم في السجون.

وذكر أيضاً أنه في أوربا وأمريكا يعتبرون السجين أيضاً يجب مداواته في حين أنهم هنا يعاملونه بإنتقام وقوة فيخرج ناقماً على المجتمع باسره.

وقام بعده عضو آخر في جمعية عمال حيفا وألقى خطبة ضافية عن حالة العامل الفلسطيني كانت كتتمة للخطبة الأولى.

مكتب المؤتمر 

وجرى بعد ذلك إنتخاب هيئة مكتب المؤتمر ففاز بالأكثرية السادة محمد علي قليلات رئيساً وطاهر فرحي من يافا نائباً للرئيس والسيدان عيد سليم ورشاد أبو غربية للسكرتارية.

البرقيات

ومن ثم تليت البرقيات الواردة على المؤتمر من فلسطين والخارج ومنها برقيات من طرابلس ومن عمال المطابع في بيروت ومن بكفيا بلبنان ومن العمال الأرمن في بيروت ومن زحلة ومن عمال المانيا ومن غزة ومن السيد حمدي الحسيني في الناصرة.

الخطباء

وتكلم بعدئذ خطباء كثيرون منهم السادة: بولس فرح من عمال حيفا، نمر عيسى من عكا، فضل الغزاوي من نادي جمعية العمال بحيفا، نجيب منصور من القدس، عبد الرازق عرفات من يافا، حسني العاصي وصادق جرار من عكا، عيد سليم سكرتير المؤتمر، حنا بحوث من عكا، ابراهيم العمري من نابلس، عبد الرحمن عبد الله من القدس، كريم عوقل من شفاعمرو، رشاد أبو غربية أحد السكرتاريين وحنا معيوف من الناصرة.

ذنب الشيوعيين

وظهر أثناء إنعقاد الجلسة أن الحزب الشيوعي قد أرسل أحد زبانيته من العرب لحضور المؤتمر فعرفه بعض الحاضرين وطلب إخراجه فأخرج.

الإقتراحات

وختمت الجلسة بتوزيع أوراق على الحاضرين لكتابة اقتراحاتهم عليها وعرضها للمناقشة في الجلسة الثانية التي تقرر عقدها في صباح اليوم التالي وإنفض المؤتمر في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.

(يتبع) 

(جريدة فلسطين الأربعاء 14 كانون ثاني 1930 ص 3)

أخبار ذات صلة