news-details

كلمة حق في ذكرى المناضل النقابي – الوطني نبيل العزّة

الحركة النقابية العربية الفلسطينية تفقد قائداً نقابياً ووطنياً وأحد أعمدتها في العقود الأخيرة النقابي نبيل محمد العزة (أبو مازن)

وقع عليّ خبر وفاة الرفيق والزميل القائد النقابي الفلسطيني نبيل العزّة (ابو مازن)، كالصاعقة، فقبل يوم تراسلنا عبر صفحته على الفيسبوك، وكانت هذه المراسلة تجري يومياً صباح مساء، وفي بعض الأحيان كنا نتبادل التحية والأخبار عبر الهاتف، في معظمها لأطمئن على صحته، حيث عانى من المرض منذ فترة طويلة.

لم تكن هذه المراسلة من باب المجاملة التي تحدث في كثير من الأحيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بل كانت تنبع من علاقة خاصة تربطنا منذ حوالي أربعة عقود من الزمن، خضنا خلالها العديد من النضالات النقابية الميدانية والوطنية، دفاعاً عن الطبقة العاملة الفلسطينية وشعبنا العربي الفلسطيني.

كان الراحل النقابي نبيل العزّة مناضلاً عنيداً في الدفاع عن حقوق العمال حيثما تواجد، وتميز بتشبثه بأساليب النضال التي لا هوادة فيها عندما شغل منصب رئيس نقابة عمال شركة الكهرباء القدس، أو في مهمته النضالية في الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، حيث كان نائباً للأمين العام وعضو اللجنة التنفيذية والأمانة العامة، ممثلا عن الكتلة النقابية لحزب الشعب الفلسطيني، الكتلة العمالية التقدمية.

تميّز المناضل النقابي نبيل العزّة بحسن الخلق والهدوء في المعاملة، لكنه تحول كالأسد الهائج عندما خاض نضالاً نقابياً من أجل العدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق العمال، فما بالك اذا كان هذا النضال في المجال الوطني وفي الدفاع عن الوطن والشعب.

جمعتني به العديد من المحطات النضالية الميدانية، وكنت اعرف إن كان غاضباً من تصرف أحد أو من عدم النجاح المطلوب مما قمنا به من حراك نضالي، أو حتى في جلسة حوار نقابي، مما ظهر من سمات على محياه، خاصة عندما يبدأ بإطلاق ابتسامة متقطعة يعبر من خلالها عن ذلك الغضب أو الاستياء.

عرفته واضح المواقف عنيداً في الدفاع عنها، حتى عندما كنّا نجتمع كوفد نقابي مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان لرأيه في القضايا المطروحة وزن كبير لدى الرئيس ابو عمار رحمه الله، حتى ممثلو الفصائل الأخرى على مختلف انتماءاتهم كانوا يؤيدون مواقفه الشجاعة لصوابها وحدّة وضوحها.

رافقت النقابي الراحل نبيل العزّة في الكثير من اللقاءات المهنية والدورات النقابية محلياً ودولياً، وكان لتجربته النقابية الغنية كرئيس لنقابة عمال شركة كهرباء القدس والتي كانت تعتبر أكبر تجمع نقابي فلسطيني في تلك المرحلة، دور كبير في فرض شخصه ومهنيته على المشاركين في الدورات، بل أستطيع القول إنه كان المعلم في كثير من الأحيان، دمج التجربة النقابية مع تجربته في النضال الوطني من خلال مواقعه القيادية في الحزب الشيوعي الفلسطيني وفي حزب الشعب لاحقاً، بما في ذلك خلال الانتفاضة الأولى من خلال القيادة الموحدة ولم تردعه ملاحقات قوات الاحتلال واعتقالاتها له ولرفاقه، بل بقي مناضلاً نقابياً ووطنياً عنيداً رغم تلك الملاحقات والاعتقالات.

لن أنسى يوم جلسنا في رحاب بيته المتواضع في المخيم، وحديثة الهادئ والشيق عن بعض ذكرياته، النقابية ومنها الوطنية، وكم أنا حزين لعدم تسجيلي تلك الذكريات بتفاصيلها. وبالرغم من اتصالي به بعدها كي أسجل ما بقي عالقاً في ذاكرته منها، أجابني بهدوئه المعهود، يا ريت سجلناها في الوقت الذي لم تقم الذاكره بمحو أكثرها… وتبعها بضحكة حزينة عرفت من ترددها بأنه غاضب لعدم قيامنا بذلك في الوقت المطلوب.

رحمك الله رفيقي وصديقي، بل أخي المناضل النقابي والوطني نبيل العزّة، وتعازينا للعائلة الكريمة ولرفاق دربك في حزب الشعب وفي الحركة النقابية العربية الفلسطينية.

 

رفيقك جهاد عقل

نبيل العزة وجهاد عقل

أخبار ذات صلة