news-details

هل المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات يكون رافعه للعمال العرب؟ | جهاد عقل

خصصنا في هذا العدد (انظروا مادة منفصلة في هذه الزاوية) تقريرا شاملا عن المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات، الذي انعقد في مدينة وهران الجزائرية، لأهمية هذا الحدث، حيث نقوم بمتابعة مجريات وضع الاتحادات النقابية العربية ودورها في الذود عن العاملات والعمال والوقوف الى جانبهم من أجل تحقيق الحقوق لهم بما فيها رفع الأجور وتطبيق القوانين واتفاقيات العمل الدولية، خاصة حرية التنظيم النقابي واستقلالية النقابات العمالية في الدول العربية التي فيها نقابات، ونتمنى أن تمتد الحركة النقابية العربية لتصبح قائمة في جميع الدول بما فيها السعودية وبعض دول الخليج، وأن تحقق النقابات استقلاليتها الفعلية.

كنا في عدد سابق تناولنا مؤتمر واجتماعات الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والذي تأسس في العام 1956 وهو متهم بالتبعية للحكومات، لكننا لسنا بصدد هذا الإتحاد، بل نحن في صدد انعقاد المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات التابع رسمياً للاتحاد الدولي للنقابات العمالية ومقره بروكسل، والذي يعتبر حديث العهد و "وولد ولادة عسيرة" حسب قول النقابي التونسي المناضل نور الدين الطبوبي.

لقد تأسس هذا الاتحاد عام 2014 بانضمام اتحادات نقابية تتبع لاتحاد بروكسل وبعض النقابات المستقلة في عدد من الدول، الهدف كان أن تكون هذه النقابات أو الاتحاد الذي يمثلها مستقلة عن الحكومات، لكننا لا نغفل أن الاتحادات الأكبر ضمن هذا الإتحاد هي نفسها التي كانت ضمن الإتحاد العام لنقابات العمال العرب مثل الاردن وفلسطين وتونس والمغرب والجزائر وليبيا واليمن، وقسم منها بقي حتى اليوم في مؤسسات الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومقره دمشق وترسل مندوبين له في هذه اللجنة او تلك، أي أننا نشهد ازدواجية في الموقف. ومن يتحدث عن استقلالية الاتحاد العربي للنقابات يعي أن الأمر ليس كذلك، فإن فكرة تأسيسه أتت بعد ما سمي بـ"الربيع العربي"، حيث بادر لها الاتحاد الدولي للنقابات العمالية – بروكسل.

كلمة النقابي المناضل نور الدين الطبوبي حملت الكثير من علامات السؤال حول استقلالية هذا الإتحاد فعلياً، ومطالبته بالمكاشفة والنقد الصريح وقوله بهذا الخصوص عن ضرورة القيام بعمل فيه "القراءة النقدية من أجل غد أفضل ومن أجل حركة نقابية فاعلة، ولا يمكن للعمل النقابي (أن يكون) كما يريده الحكام"، قال ذلك بحضور الضيوف، ومن ثم طلب بأن تكون الجلسة مغلقة بهدف "المكاشفة الصريحة وأضاف: "على الحركة النقابية أن تكون مستقلة وديمقراطية وتقدمية وأن تعمل بحرية في وطنها"، بهذا القول واضح أن الطبوبي يعرف حقيقة بعض النقابات المنضوية تحت كنف حكام بلادها، ولم يود اعلان ذلك امام ضيوف المؤتمر، كما عبر عن استيائه من قيام تحركات للتأثير على من ينتخب رئيس وغيرها من المناصب، لكنه وجه انتقادا لاتحاد بروكسل وامينه العام، لقيامهم بـ "معاقبة" الاتحاد التونسي للشغل لأنه اتخذ موقفاً مختلفاً عن خط الاجماع في المؤتمر التحضيري بكوبنهاغن، استعداداً للمؤتمر العام الذي سيعقد في استراليا.

تأكيد النقابي الطبوبي على أن النشاط النقابي لا ينفصل عن الموقف السياسي، وأن القضية طبقية ويستطيع العمال ونقاباتهم قيادة الدولة، ما هو الا دحض للحملة الاعلامية التي تقوم بها قوى تابعه للتيار الرأسمالي وغير الديمقراطي في تونس تجاه الاتحاد العام التونسي للشغل.

منعاً منا لإحراج لبعض النقابيين واتحاداتهم، لا نريد ذكر أسماء الاتحادات النقابية العربية التابعة للحكومات وهي تقف بموقع القيادة ضمن الاتحاد العربي للنقابات، ومع ذلك نتوخى من القيادة الجديدة المنتخبة وبدعم من الطاقم المهني والسكرتير التنفيذي النقابي التونسي مصطفى التليلي ونائبته د. هند بني عمار، بخبرتهم النقابية المعهودة أن يكونوا بمثابة البوصلة والموجه ليكون الاتحاد العربي للنقابات مستقلاً، مناضلاً ومكافحاً من أجل حماية الطبقة العاملة العربية في بلاد كل اتحاد نقابي عضو في هذا الاتحاد… فهل ينجحا بهذه المهمة؟ أم سيفشلها من ينضون تحت جناح الحكام في بلادهم؟ ما زال الأمل يحدونا بتحقيق الحرية والاستقلال للحركة النقابية العربية وان تتميز بالجرأة والشجاعة من أجل حماية عمال الوطن العربي عامة.

أخبار ذات صلة