مقابلة خاصة بـ"الاتحاد" مع عمران كنانة، مدير غرفة الطوارئ في الهيئة العربية للطوارئ
"الاتحاد": أية صعوبات تلمسونها خلال عملكم فيما يتعلق بملاءمة تعليمات وزارة الصحة مع واقع وظروف مجتمعنا العربي؟
كنانة: تعليمات وزارة الصحة الاخيرة غير واضحة للشارع الاسرائيلي بشكل عام وللمجتمع العربي بشكل خاص، وقد نجمت عنها اسئلة واستفسارات عديدة بحاجة لأجوبة وتوجيهات واضحة، لكيفية مواصلة مكافحتنا للوباء وحصره والحد من انتشاره، خاصة اننا نشهد في الأسبوعين الأخيرين ارتفاعا في عدد المصابين في المجتمع العربي. التعليمات التي اقرت من وزارة الصحة لتخفيف القيود في هذه الأيام إشكالية، خاصة ونحن على اعتاب شهر رمضان المبارك والذي يشهد نهج ونمط حياة ذا صبغة اجتماعية.
"الاتحاد": ما الذي يجب القيام به حتى يمرّ شهر رمضان الكريم بشكل آمن، وحتى يتم التوفيق بين القيام بالشعائر المرتبطة به وبين الحفاظ على اجراءات الوقاية والسلامة؟
كنانة: في البداية يجب التحذير من ان الاستهتار بتعليمات الوقاية في هذه الفترة قد يحول الوباء الى وبائين، وباء الكورونا ووباء الفقر، فقد تسببت الكورونا بأضرار اقتصادية كبيرة لكافة شرائح مجتمعنا مما يدفع بالبعض الى دائرة الفقر، واذا لم نلتزم بالتعليمات فإننا نسبب تفشي المرض في بلداتنا، مما سيؤدي حتما الى فرض الاغلاق كما تلمّح الحكومة في اليومين الأخيرين، وزيادة التضييق على اهلنا من كل النواحي وعلى رأسها الاقتصادية.
ان موقف الهيئات الدينية العليا الخاصة بمجتمعنا والتي قد نشرت في هذه الايام، كانت واضحة وتطرقت لكافة الامور الخاصة بشهر رمضان المبارك وبضمنها التوفيق بين الشعائر الدينية والحفاظ على عافية وسلامة أهلنا، وإننا كمجتمع مسؤول وواع مفروض علينا ان نمتثل لهذه القرارات التي تتناغم مع تعليمات الوقاية وتشدد عليها من اجل الحد من انتشار الوباءين، الكورونا والفقر، والانتصار عليهم.
"الاتحاد": كيف تقدّرون مدى تجاوب المجتمع مع إرشادات هيئة الطوارئ، سواء كان في السلطات المحلية ووسائل الاعلام والناس عموما؟
كنانة: بشكل عام مجتمعنا تجاوب منذ بداية الأزمة مع تعليمات الوقاية العامة بشكل جيد، وأحيانا استبقنا تعليمات وزارة الصحة بمبادرات خاصة بمجتمعنا كوقف الصلاة في المساجد والكنائس وغيرها.
في الفترة الحالية ضاعفنا التركيز على الجانب الاعلامي نظرا لازدياد ظاهرة عدم التقيد بتعليمات الوقاية التي ادت الى ازدياد كبير بعدد المصابين وفي بعض الأحيان ادت الى اغلاق بلدات معينة كدير الاسد والبعنة.
كذلك، نكثف في هذه الفترة من عملنا الاعلامي لنشر وتعزيز وعي جماهيرنا للحد من انتشار الوباء من خلال فيديوهات قصيرة هادفة، ونكثّف إصدار بيانات ومعطيات حول كافة الأمور المتعلقة في الوباء، الى جانب الظهور اليومي في وسائل الاعلام المختلفة. نحن نعزز تواصلنا مع دوائر الاعلام في السلطات المحلية بهدف ايصال اكبر كم من المواد الإعلامية الهامة للجماهير،
وقد أصبحت الهيئة المرجعية الموثوق بها لكافة وسائل الاعلام وأيضا للسلطات المحلية.
"الاتحاد": هل ترون ان الحكومة تأخذ ظروف المجتمع العربي بالحسبان حين تتخذ مختلف القرارات، أم أن هناك ما يجب تشديده واعطاؤه وزنا أكبر؟
كنانة: خلال هذه الازمة لم تأخذ الحكومة ظروف المجتمع العربي بالحسبان بشكل كاف، ولم تراعي الاختلافات الاجتماعية والثقافية بين المجتمعين العربي واليهودي، ولم تكن هنالك اتاحة ملائمة لإجراء الفحوصات للمجتمع العربي، ولم يصلنا الاعلام الحكومي كما في الشارع اليهودي من ناحية الكم (الميزانيات) وأيضا أشير الى فشلها في ملائمة الرسائل والتوجيهات للمجتمع العربي. لم تأخذ الحكومة بالحسبان حقيقة انتشار الوباء في المجتمع العربي بعد ما يقارب الثلاثة اسابيع عن الوسط اليهودي، وهذه حقيقة تفرض تعاملا مختلفا مع المجتمع العربي. بالمجمل المطلوب تكثيف الاستشارة معنا قبل اتخاذ القرارات.
(هشام نفاع)