أرسل البروفسور يوري بينيس، المؤرخ المتخصص بتاريخ الصين، والمحاضر في الجامعة العبرية في القدس، رسالة لإدارة الجامعة يعلن فيها استنكاره لإيقاف المحاضرة نادرة شلهوب- كيفوركيان بسبب موقفها السياسي، ويعلن عن رفضه تنفيذ أي عمل في الجامعة مرتبط بتمثيلها في إسرائيل أو في خارج البلاد، والاستقالة من منصبه كمدير لمعهد كونفوشيوس في الجامعة العبرية.
وكتب في رسالته: "فاجأني مضمون الرسالة الحقيرة حول اقالة نادرة شلهوب- كيفوركيان، لم أعتقد يوما أن الجامعة العبرية هي مؤسسة صهيونية: رأيت فيها مؤسسة أكاديمية، يستطيع أن يعمل فيها صهيونيون، وغير صهيونيين، وأيضًا أناس مناهضين للصهيونية مثلي. وظننت أن الجامعة يقودها أناس عقلانيون بشكل كاف ليفهموا أن قضية إذا ما كانت إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية في غزة، تنتمي إلى المجال الذي يستطيع فيه الطلاب والمحاضرون أن يعبروا عن رأيهم بحرية. ولم أسمع عن تعليق عمل محاضر بسبب موقفه السياسي".
وأضاف: "يبدو أنني أخطأت بتقديري للجامعة ورؤسائها، ولذلك أتحمل المسؤولية، وأعلن بهذا رفضي تنفيذ أي عمل في الجامعة مرتبط بتمثيلها في إسرائيل أو في خارج البلاد، والاستقالة من منصبي كمدير لمعهد كونفوشيوس في الجامعة، ولن أقبل على نفسي أي منصب آخر في المستقبل. لقد أهنتم هذه المؤسسة، لم أشعر يومًا أني مهان بهذا الشكل".
ويذكر أن بينيس كان ناشطًا عندما كان طالبًا في الحزب الشيوعي في اسرائيل وعمل كمركز لنشاط المنظمة اليسارية "كامبوس". وقبع عدة مرات في السجن العسكري لرفضه الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة ورفضه الخدمة العسكرية في لبنان، المرة الأولى عام 1983-1984 والمرة الثانية بين عامي 1989-1990.
علّقت الجامعة العبرية في القدس، اليوم الثلاثاء، عمل البروفيسورة نادرة شلهوب- كيفوركيان، المحاضرة في كلية الحقوق، وذلك بعد انتقادها للعدوان على غزة، والتوقيع على عريضة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وهذا قرار يعد سابقة، وضمن نهج الجامعات الاسرائيلية في تطبيقها لسياسة كم الافواه وقمع الحريات.
وكانت الجامعة قد عرضت على البروفيسورة شلهوب كيفوركيان الاستقالة من منصبها، بسبب موقفها الواضح لرفضها حرب الابادة على قطاع غزة، لكنها رفضت طلب الجامعة، وأكّدت على مواقفها المناهضة للاحتلال والعدوان الإسرائيلي، ولاحقا وقعت كفوركيان على عريضة تدين الجرائم الاسرائيلية.
وزعمت الجامعة العبرية في بيان، أن "تصريحات كفوركيان تأخذ حرية التعبير والحرية الأكاديمية إلى أقصى الحدود، وتستخدمها بشكل ساخر للتحريض".