بعد أن فشلت تسع جولات تفاوضية برعاية الأمم المتحدة، يسعى المبعوث الأممي الجديد الى سوريا غير بيدرسن لعقد اجتماع أول للجنة دستورية بأسرع وقت ممكن في جنيف.
ولم يذكر المبعوث الأممي إطارًا زمنيًا محددًا في أحدث محاولة لإنهاء الأزمة في سوريا، بطرق سلمية، بعدما فشلت الجولات التفاوضية السابقةـ، وسط تعنّت فصائل المعارضة بالتمسّك بالارتباط بينهم وبين فصائل ارهابية أمثال جبهة النصرة وداعش في محافظة إدلب التي يتقاسمون السيطرة عليها.
ويعتبر تشكيل لجنة لوضع الدستور مسألة محورية في الاصلاحات السياسية السورية وشرط لاجراء انتخابات جديدة بهدف توحيد سوريا وانهاء الحرب التي أودت بأكثر من 350 ألف قتيل وشردت ملايين السوريين.
وقال جير بيدرسن، رابع وسيط في الأزمة السورية بعد كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي وستافان دي ميستورا، إن لديه أفكارا أيضا بشأن كيفية بناء الثقة بين الجانبين الذين شاركا في تسع جولات سابقة لم تثمر عن شيء تقريبًا، وأضاف "أعتقد أننا وضعنا أيدينا على التحديات واتفقنا بشأن كيفية المضي قدما وأرى أن هذا مؤشرا إيجابيا جدا جدا". كما أوضح أنه يأمل بأن يتم عقد اللقاء في أقرب وقت ممكن.
وكان البيان الختامي للقمة الثلاثية للدول الضامنة التي عقدت في سوتشي أمس، وضمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد شدد على التمسك بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مؤكدا أن هذه المبادئ تخضع للتقيد الشامل وأنه لا يجب تقويضها بأي أعمال مهما تكن الجهة التي تنطلق منها.
وأشار بوتين إلى ضرورة أن تبدأ لجنة مناقشة الدستور عملها “في القريب العاجل” لافتا إلى الجهود الملحوظة التي بذلت في هذا الاطار. داعيًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه التحديد لبذل جهود أكبر واتخاذ دور أكثر فاعلية في دعم جميع السوريين دون تسييس وشروط مسبقة.
ووافقت فصائل المعارضة السورية المسلحة في العام الماضي على المشاركة في عملية إعادة كتابة الدستور تحت إشراف الأمم المتحدة في أعقاب مؤتمر سوتشي، بينما خرجت بعض الفصائل السورية الاسلامية المعارضة من المؤتمر رافضة العودة للمناقشات.
وترفض سوريا أن يتم تحديد أسماء أعضاء اللجنة دون موافقة من القيادة السورية ودون مشاورتها، خصوصًا أن بعض الأطراف تطالب بإدراج إرهابيين مطلوبين في دمشق بين الأسماء التي تصوغ الدستور الجديد لسوريا، والذي وافقت عليه القيادة السورية على مضض. ومع انتصار الدولة السورية على الارهاب، تتوجه الى هذه المفاوضات من منطلق القوة، وتشدد على ضرورة الحفاظ على سيادة وسلامة أراضي سوريا، رافضة أي املاءات خارجية عليها.
وبعدما استعاد الجيش السوري معظم الأراضي السورية ودحر الإرهابيين الى منطقة ادلب بالأساس، يطمح الجيش العربي السوري لاستمرار العمليات العسكرية ونقلها الى إدلب تنفيذًا لتعهد الرئيس السوري بشار الأسد، باستعادة كل شبر من الأراضي السورية.
وقال بيدرسن إنه لا يستطيع تحديد إطار زمني معين لاجتماع اللجنة لكنه ذكر أن المناقشات مع الأطراف المعنية تمضي على نحو جيد.