أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن إجراء الانتخابات المحلية في موعدها يثبت قوة الشعب والدولة، رافضا المساومة على الدستور السوري في ظل المساعي الأممية لتشكيل لجنة للتباحث بالدستور السوري.
وقال الأسد في كلمة له خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات اليوم الأحد إن إجراء انتخابات المجالس المحلية يثبت فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها. وأشار الى أنه بعد تحسّن الوضع الميداني "نحن أمام فرصة لنقلة نوعية في عمل الادارة المحلية والتي ستنعكس على جميع مناحي الحياة”. وأكد أن "إطلاق المشاريع التنموية بشكل محلي سيتكامل مع المشاريع الاستراتيجية للدولة وهذا بحد ذاته استثمار للموارد المالية والبشرية”.
وأكد الرئيس الأسد أن مع كل شبر يتحرر هناك عميل وخائن يتدمر لأن رعاتهم خذلوهم.. وأن البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه، وشدد على ترسخ المقاومة الشعبية السورية في مواجهة مخطط الهيمنة الأمريكي على العالم. وقال إن الوطن مقدس وليس سلعة تباع وتشترى. وأضاف الأسد: "بعد كل تلك السنوات لم يتعلم العملاء أن لا شيء يعطي الإنسان قيمته إلا انتماؤه الحقيقي. السبيل الوحيد للتراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح للدولة”.
واعتبر الرئيس السوري في كلمته أن غياب الانتماء إلى الوطن هو "الوقود الذي يستخدمه الخارج لاستهداف وطننا". مشيرًا الى جهود الدولة السورية لارجاع كل النازحين والمهجرين الذين تركوا منازلهم بفعل الارهاب، متهما الدول المستضيفة للاجئين والدول "المعنية بملف اللاجئين" بعرقلة عودة اللاجئين الى سوريا. وأشار الى أن مخطط اللاجئين الذي أعد له قبل الأزمة كان مصدرًا للفساد استغله مسؤولو عدة دول داعمة للاهراب.
وتعد الرئيس السوري "لن نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل اللاجئين السوريين إلى ورقة سياسية لتحقيق مصالحهم.. وندعو كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه”.
وبالنسبة للمساعي لوضع دستور جديد لسوريا قال الأسد إن " الحوار ضروري لكن هناك فرق بين طروحات تخلق حواراً وأخرى تخلق انقساماً ويجب التركيز على الأشياء المشتركة الجامعة"، مشددًا على أن النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ويجب أن يكون موضوعياً.
وشدد الأسد على أن الدستور غير خاضع للمساومة بقوله “لن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أيًا من أهدافها"، معتبرًا أن الدول المعادية لا تزال مصرّة على عدوانها وعرقلة أي عملية جدية للحوار مثل سوتشي وأستانا، لكنه في الآن ذاته رحّب بدور الأمم المتحدة باستناد لميثاقها.
وقال الرئيس السوري: "لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل.. من حمى الوطن هو صمود الشعب واحتضانه للجيش العربي السوري… ولن يعوض عن خساراتنا وأحزاننا إلا انتصارات وتضحيات الجيش العربي السوري في الميدان”.
وقال الرئيس الأسد: "أمامنا أربع حروب.. الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الأنترنت والرابعة حرب الفاسدين وما حصل مؤخراً من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين”.
وأضاف الرئيس السوري أن إعادة بناء العقول وإصلاح النفوس هي التحدي الأكبر وليس إعادة إعمار البنية التحتية.