حيفا – الاتحاد - انطلقت حملة التضامن مع الفنان محمد بكري هذا الأسبوع رسميا في مؤتمر صحفي عُقِد في مسرح سينمانا الناصرة تحت الشعار "لن نترك الحصان وحيدا"، دعت إليه مجموعة من أصدقاء محمد بكري بالتعاون مع مؤسسة محمود درويش - رام الله، لمساندة الفنان بكري ضد محاكمته الجائرة وإعلان الانطلاقة الرسمية لحملة التضامن مع الفنانين والمبدعين من أجل حرية الإبداع وضد الملاحقات السياسية وسط تغطية إعلامية واسعة من الإعلام العربي وتغيُب غير مُستَهجن من الإعلام العبري، كما وحضر المؤتمر قيادات تمثيلية واعتبارية من كافة الأطر السياسية والوطنية والدينية تمثِّل الغالبية الساحقة من ألوان الطيف السياسي والفكري والفني في الداخل، في مقدّمتهم رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والممثل الكبير سهيل حداد، والعديد من الشخصيات الفنية والكتاب والأدباء والمثقفين.
في كلمتها الافتتاحية أكدّت مُقدِّمة المؤتمر الفنانة الملتزمة ربى بلال، أن أصدقاء الفنان محمد بكري تنادوا في مطلع عام 2021 إبان صدور قرار المحكمة المركزية في اللد بإدانة محمد بكري وباشروا بالحملة، وستستمر حتى ينتصر بكري وينتزع حقه.
وكانت الكلمة الافتتاحية للمؤتمر للأستاذ ماهر نمر حسين عن أصدقاء محمد بكري، تلاه المهندس رامز جرايسي عن مؤسسة محمود درويش، ثم قرأت مديرة المؤتمر الفنانة ربى بلال رسالة مسانِدة من الفنان مكرم خوري، بعدها عُرِضت على الشاشة كلمة مصورة داعمة من الإعلامي اللبناني زاهي وهبي، وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس لجنة المتابعة محمد بركة، جميعهم أعربوا عن دعمهم ومساندتهم للفنان محمد بكري في قضيته العادلة.
وقال الأستاذ ماهر نمر حسين في الكلمة التي القاها: "باسم لجنة أصدقاء محمد بكري وسائر المبدعين، ندعو الجمهور الواسع لدعم الحملة المنطلقة رسميا في هذا المؤتمر، والمشاركة في الأمسيات التضامنية التي تتضمن عرض أعمال، وستُعرض في بلداتنا وقرانا في الداخل وفي مناطق 67. إنّ ملاحقة الفنان محمد بكري بكل الوسائل مدة 20 عامًا بمحاكمة ظالمة هزيلة وبضغط من كل أجهزة الدولة، أدت إلى منع بث فيلم "جنين جنين " وتغريمه ماديا، ما هي سوى خوف فضح جرائمهم وكشف الحقيقة التي تدين دولة الاحتلال". وشدد حسين على ضرورة الانطلاق إلى القدس الشريف للتظاهر أمام المحكمة العليا، التي ستنظر في الاستئناف القضائي، وذلك يوم الاثنين 22/1/31 الساعة التاسعة صباحا.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: "مجتمعنا وشعبنا في الداخل وكل الشعب الفلسطيني وجميع الأحرار في العالم يقفون إلى جانب الفنان محمد بكري لأنه يدافع عن حرية الإبداع وحرية الفن، وعن الحقيقة التي شاهدها بأم عينيه وشاهدناها معه في مخيم جنين عام 2002. أنا أعترف أن شهادتي لمحمد بكري مجروحة، هناك محطات جميلة بيني وبين محمد بكري، أدعو الجميع في قرانا العربية لدعم محمد بكري. إن فيلم جنين هو فيلم واقعي يجسد أرض الواقع، لقد دخلنا إلى جنين بعد انتهاء تحويل حي كامل لركام، ألعاب الأطفال تم تدميرها، وما كان يشغلنا هو الشهداء الذين يتواجدون تحت الأرض. في الحقيقة، أعتقد أن الوقوف إلى جانب محمد بكري قضية فنية سياسية وطنية أخلاقية، لأنها تنتصر للحقيقة. أطالب أن يكون حضور واسع في الفعاليات وفي المظاهرة أمام المحكمة العليا، هناك أهمية كبيرة للحضور الجماهيري، لذا أريد أن أنتقد سكوت الكثير من الفنانين الإسرائيليين".
وتابع بركة: "لا نسمع الأصوات التي يجب أن نسمعها، فكيف لفنانين أن يسكتوا على ملاحقة فنان؟ إن صوتكم يجب أن يسمع. أنادي كل من له ضمير أن يسمع صوته الصافي ضد هذه الملاحقة، نحن ندين كل الملاحقات للفنانين عامة، وبالأخص محمد بكري".
رامز جرايسي قال: "تتبنى مؤسسة محمود درويش تنظيم أمسيات تضامنية، منها أمسية في قصر الثقافة في رام الله بحضور قيادات فلسطينية، مؤسسة محمود درويش أخذت على عاتقها تنظيم ندوات وأمسيات ونشاطات في الضفة الغربية وغزة، نشكر كل المشاركين والشخصيات التمثيلية والإعلاميين".
بدوره شكر الفنان محمد بكري كل من ساهم ووقف إلى جانبه، وخاصة مجموعة الأصدقاء التي قادت حملة التضامن، وكذلك مؤسسة محمود درويش التي تستعد لتنظيم أمسية كبية في قصر الثقافة في رام الله في تاريخ 24.1.202، وأجزل شكره للجنة المتابعة ولجنة الرؤساء على الدعم والمساندة.
وقال بكري، أن المعركة بجوهرها ليست ضد الفيلم أو ضد محمد بكري شخصيا، وإنما على الرواية، حيث يحاولون فرض روايتهم المزعومة عن طريق طمس وتجاهل الرواية الفلسطينية الحقيقية، فجاء فيلم "جنين جنين" ليكشف عورة الاحتلال وجرائمه.
وفي ختام المؤتمر، دعت عريفة المؤتمر ربى بلال كافة الفعاليات الناشطة لتلبية نداء لجنة أصدقاء محمد بكري بالتظاهر أمام المحكمة العليا في تاريخ 31.1.2022 الساعة التاسعة صباحا، حيث ستنظر المحكمة في الالتماس الذي تقدم به بكري ضد قرار محكمة اللد المركزية.
يذكر أن الفنان الفلسطيني محمد بكري يواجه منذ ما يزيد عن عشرين عاما محاكمة سياسية وحملة تحريض وملاحقة في أعقاب تصويره وإخراجه لفيلم "جنين جنين"، الذي كشف من خلاله ووثّق بأدوات فنيّة، واحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي الغاشم بحق شعبنا الفلسطيني في مخيم جنين للاجئين في عام 2002، وعلى هذا التوثيق يلاحق بكري ويحاكم.