تعتبر القرحة الهضمية الاكثر شيوعا مسبباتها كثيرة منها ما يتعلق بنوع الغذاء ونظامه ومنها ما يتعلق بنوع الغذاء ونظامه ومنها ما يتعلق بنمط الحياة واسلوبه، العامل الوراثي والزمر الدموية لها أثر مهيء للاصابات بالقرحات التي اما ان تكون في المعدة او في العفج (الاثنا عشري) ويكون لكل منها اعراضه المميزة.
القرحة الهضمية هو مرض تظهر فيه قرح او جروح في الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي، غالبا يكون داء القرحة الهضمية في المعدة او معي الاثنى عشر، يؤدي داء القرحة الهضمية الى الم البطن الحارق واعراض اخرى. جرثومة المعدة او الملوية البوابية نوع من الجراثيم – والادوية مضادات الالتهاب الاستيرويدية، هي الاسباب الرئيسية لداء القرحة الهضمية. من المهم تشخيص وعلاج داء القرحة الهضمية لتجنب المضاعفات التي قد تشكل خطرا على الحياة.
تعتبر القرحة الهضمية من الامراض السهلة التشخيص وقد تمكن الطب من علاجها حاليا من دون اللجوء الى الجراحة التي كانت سابقا الوسيلة الوحيدة للعلاج، يصيب داء القرحة الهضمية ملايين الاشخاص سنويا وتشير الاحصائيات انه يصيب ما يقارب 4 ملايين شخص سنويا في الولايات المتحدة لوحدها، يصيب داء القرحة الهضمية الرجال اكثر من النساء وتقدر نسبة انتشاره بـ 12% من الرجال و 10% من النساء.
المعدة:
عضو من الجهاز الهضمي والذي يرتبط بالمريء في بدايته والمعي الاثني عشر (العفج Dudenum) في نهايته، تعمل المعدة على الطعام وتحليله لكي يمر للامعاء الدقيقة حيث يمتص الى الجسم، تقسيم المعدة الى عدة مناطق وهي:
- قاع المعدة وهو الجزء الاقرب للمريء.
- جسم المعدة وهو الجزء الاوسط والاكبر من جميع الاقسام.
- الغار (جيّب) الجزء ما قبل الاخير ويصبح اضيق من جسم المعدة.
- الباب (فم المعدة التحتاني) وهو الجزء الاخير من المعدة الذي يرتبط بالاثني عشر، وهو ضيق ويعمل مثل باب يسمح بخروج الغذاء من المعدة الى الاثني عشر ومن هنا أتت تسميته للمعدة ككل الجهاز الهضمي عدة طبقات:
* الغشاء المخاطي
* الطبقة تحت المخاطية
وتكمن اهميتها في ايصال الدو والاكسجين الى المعدة، كما انها تحوي كريات الدم البيضاء التابعة لجهاز المناعة.
* الطبقات العضلية – حيث يوجد عدة طبقات من العضلات المرتبة بشكل خاص يساعده على الهضم يبطن داخل المعدة بغشاء مخاطي يعمل على افراز المخاط، السوائل بروتينات وانزيمات لتحليل وهضم الطعام كما ان الغشاء المخاطي في المعدة يعمل على افراز الخمض مما يؤدي الى وجود بيئة حمضية في المعدة، درجة الحموضة المرتفعة انزيمات الهضم الادوية ومواد اخرى قد تضر بالغشاء المخاطي.
الا ان الغشاء المخاطي في المعدة يملك وسائل عديدة لحماية نفسه والتأقلم مع هذه الظروف، بعض المواد التي تنتجها طبقات الغشاء المخاطي والتحت مخاطية تعمل على حماية الغشاء المخاطي من ضرر الحموضة الادوية وانزيمات الهضم، ابرز هذه المواد هي البروستاجلاندين – الاثني عشر – هو القسم الاول من الامعاء الدقيقة والذي يصل المعدة بباقي الامعاء الدقيقة. القرحة الهضمية هي تأكل في الغشاء المخاطي للمعدة او العفج (الاثني عشر) ويتصف هذا الضياع النسيجي للغشاء المخاطي بأنه يتعدى الطبقة المخاطية الى الطبقة العضلية تصيب القرحة الهضمية الذكور اكثر من النساء وخصوصا الكهول بين الخامسة والاربعين والخامسة والخمسين وهي تطال مختلف الفئات الاجتماعية وتشاهد في البلدان المتقدمة اكثر من البلدان النامية.
تحدث القرحة الهضمية نتيجة اضطراب في آلية الدفاع التي تحمي مخاطية المعدة من التفاعل الحمضي الببسيني فتؤثر العصارة المعدية، وخصوصا حمض كلور الماء والببسين (هرمون تفرزه المعدة ويساعد على الهضم) على مخاطية المعدية مؤدية الى تقرحها. اما القرحة الفعجية فتحدث نتيجة ارتفاع الحموضة ضمن الوسط العفجي والناجحة عن فرط الافراز الحمضي – الببسيني.
اسباب القرحة الهضمية
اسباب عديدة تؤدي الى داء القرحة الهضمية الا ان ابرز هذه الاسباب هي:
- عدوى الجرثومة الملوية البوابية.
- ادوية مضادات الالتهاب الاستيرويدية
اسباب عديد اخرى اقل اهمية وغير رئيسية قد تؤدي لداء القرحة الهضمية وتشمل:
التدخين: يُعتبر سببًا مهمًا. بالاضافة الى أن التدخين يُسبب داء القرحة الهضمية، فانه يزيد من خطورة حدوث المضاعفات، يُعوق العلاج ويؤدي لتنكس القرحة الهضمية مرات عديدة.
- عوامل وراثية: أثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية مسؤولة عن القرحة الهضمية، لكن هذه العوامل لم تُحدد بعد.
- نوع الدم: وُجد أن الأشخاص حاملي الدم من نوع دم O معرضين للاصابة أكثر من غيرهم، بداء القرحة الهضمية.
- الضغط النفسي الزائد.
- لا توجد علاقة واضحة بين نوع الطعام والشرب وبين داء القرحة الهضمية، بعكس ما هو مُعتقد.
- أمراض وحالات أخرى عديدة ترتبط بداء القرحة الهضمية الا أن أهميتها تقل كثيرًا عن الأسباب الأساسية. تشمل هذه العوامل أمراض مزمنة مثل داء الأمعاء الالتهابي أو سرطان المعدة، عدوى، وأدوية.
* عدوى الجرثومة الملوية البوابية (Helicobacter Pylori)
عدوى الجرثومة الملوية البابية هي العدوى المزمنة الأكثر انشارًا لدى البشر. تُسبب عدوى الجرثومة الملوية البابية معظم حالات داء القرحة الهضمية،. تُقدر الاحصائيات بأن 20-50% من الأشخاص يحملون عدوى الجرثومة الملوية البابية في معدتهم. تزداد هذه النسبة في الدول الفقيرة والعالم الثالث.
تنتقل عدوى الجرثومة الملوية البابية من شخص مصاب بها الى اخر عن طريق الفم، بالقبل، الطعام والشراب، وطرق أخرى. أو أنها تنتقل عن طريق التلامس. كما أن استعمال المراحيض المشترك بين شخص مصاب واخر غير مصاب، قد ينقل العدوى. تُعد الجرثومة الملوية البابية من نوع غرام سلبي (Gram Negative).
تُصيب عدوى الجرثومة الملوية البابية الأشخاص البالغين صغار السن، ونادرًا ما تُصيب الأطفال. كما أن العدوى تُصيب الأشخاص ذوي الحالة المادية أو الاجتماعية السيئة. عدم الحفاظ على النظافة والكثافة السكانية العالية هي عوامل أخرى تزيد من احتمال انتقال عدوى الجرثومة الملوية البابية.
تنتقل الجرثومة الملوية البابية الى المعدة وخصوصًا الى قسم الباب (ومن هنا اسمها)، وتتواجد من تحت الغشاء المخاطي. ورغم وجود الحموضة العالية في المعدة، الا أن الجرثومة الملوية البابية تحمي نفسها من حموضة وانزيمات المعدة، وذلك بأنها تُنتج مواد خاصة لهذا الهدف. الجرثومة الملوية البابية تؤدي لتغييرات في الغشاء المخاطي وتُسبب له الضرر، كما أنها تُفرز مواد سامة ومُضرة للغشاء المخاطي. قد تضر هذه الأمور بالغشاء المخاطي مُباشرةً، أو أنها تُدمر الغشاء المخاطي، مما يُمكن للحموضة وانزيمات المعدة أن تُسبب الضرر مباشرةً للغشاء المخاطي والطبقات التالية. جميع هذه التغييرات تؤدي لالتهاب مُزمن في المعدة (Gastritis) أو في الاثني عشر (Duodenitis) والذي قد يكون عديم الأعراض. قد يتفاقم الالتهاب لُيسبب الأمراض التالية:
* داء القرحة الهضمية، في المعدة أو الاثني عشر. وهو الداء الذي غالبًا تُسببه العدوى.
* اللمفومة، وتكون من نوع MALT.
* سرطان المعدة. الا أن هذه الحالات نادرة.
ليس كل من تعرض للجرثومة يُصاب بالأمراض.
الادوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية:
يعتبر داء القرحة الهضمية احد الاعراض الجانبية لمضادات الالتهاب اللاستيرويدي. يصيب داء القرحة الهضمية 15 – 30% من الاشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بشكل يومي، هذه الادوية شائعة جدا ويمكن تناولها دون وصفه طبيب رغم ذلك لا يمكن القول ان كل من يتناول هذه الادوية قد يصاب بداء القرحة الهضمية، عوامل معينة تزيد من احتمال الاصابة بداء القرحة الهضمية مع تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية:
* اذا كان المريض كبير السن.
* استعمال عدة ادوية من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
* وجود داء القرحة الهضمية في السابق.
* جرعة كبيرة من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
* التدخين.
* المشروبات الكحولية.
* عدوى الجرثومة الملوية البابية بالمقابل.
تؤدي مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الى وقف انتاج المواد التي تحمي الغشاء المخاطي والبروستاجلاندين، كما ان مضادات الالتهاب اللاستيرويدية تؤدي للضرر للغشاء المخاطي مباشرة، لذا ينصح بتناول هذه الادوية بعد الاكل.
تصنف القرحات الهضمية بحسب الفترة التي يستغرقها ظهور الاعراض، الى:
- القرحات الهضمية الحادة، تحدث خاصة بعد تناول الادوية مثل الاسبرين والكورتيزون ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية وتكون متعددة.
تتظاهر هذه القرحة بنزف هضمي علوي يحدث بعد عشرة ايام تقريبا من بدء تناول الدواء، او تتظاهر بعسر هضم او بالآم شرسوفية تظهر بعد الطعام.
تعتمد معالجة هذه القرحات على ايقاف الدواء المسبب واعطاء مضادات الحموضة.
- القرحات الهضمية المزمنة: تحدث الآلية الامراضية للقرحات المزمنة عبر فترة طويلة من الزمن، كما تتظاهر اعراضها لمدة طويلة ايضا قبل حدوث المضاعفات. ان اغلب حالات القرحة الهضمية تتبع النوع المزمن ويشكل علاج هذا النوع مشكلة للطبيب والمريض. تتوضع القرحة المزمنة في منطقة الغار، ويكون توضعها على الغالب على الانحناء الصغير، بينما تتوضع القرحة العفجية دوما في القطعة الاولى من العفج (الاثنى عشر) لأن الصفراء ذات التفاعل القلوي والتي تصب في القسم الثاني من العفج تعدل من حموضة الوسط العفجي وتحمي الغشاء المخاطي للعفج من تأثير الحموضة المعدية.
(يتبع)